لقد فُجعت الساحة العلمية، والدعوية برمز من رموزها، وعلم من أعلامها، أفنى شبابه في العلم والتعليم، وقضى عمره في الدعوة إلى الله تعالى، في الداخل والخارج، وساهم في إثراء المكتبة العلمية بمصنفات ورسائل تعكس مدى قوته العلمية، وإجادته التصنيف والتأليف، وهو في هذا الميدان منذ نعومة أظفاره، فلقد رُزئنا بوفاة الشيخ - رحمه الله - عالماً في شخص، وأمة في نفس، مضى إلى ربه يوم الجمعة الثاني عشر من صفر لعام 1425ه إثر حادث سير، مضى الشيخ والمحاسن تبكيه، والمناقب تُعزى فيه، عرفته منذ أكثر من خمسة عشر عاماً، فلقد كان عالماً، بل موسوعة، ومرجعاً في العلوم، وسائر الفنون، لا سيما العقيدة السلفية، فهو فارسها، ومقدمها، وكان ضليعاً في الفقه وأصوله، عالماً بالحديث وطرقه، محققاً للمسائل، له دراية فائقة بالطوائف والفرق والجماعات، بليغاً، حسن المنطق، شاعراً، كريماً، جواداً، حسن الأخلاق، متودداً، متعاوناً، صبوراً على الأذى، متواضعاً، يسعى في نفع الآخرين جهده، ولا يتردد في الوقوف معهم، والشفاعة لهم، ولو تتبعت ما له - رحمه الله - من الخلال الحميدة، والصفات الطيبة، لاستوعبت سفراً، وفي الإشارة ما يغني عن الكلم، أسأل الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يلهم أهله وذويه وطلابه ومحبيه الصبر والسلوان.. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
*مدير مركز الدعوة والإرشاد بدبي |