بكل استفزاز(ركل) آرييل شارون، رئيس الوزراء الإسرائيلي عملية السلام المتعثرة أصلاً، واستقل طائرته إلى الولايات المتحدة، وهناك شيع مع مضيفه كل مبادرات السلام بما فيها خارطة الطريق، حيث تكفل الرئيس الأمريكي بالإجهاز عليها مطلقاً عليها(رصاصة الرحمة).
كان كل شيء قد تم إعداده لطي صفحة السلام قبل أن يصل شارون إلى أمريكا، فقد سبقته تصريحات الرئيس الأمريكي جورج بوش بأنه لا يمانع في احتفاظ شارون بأجزاء من الضفة الغربية في إطار خطته التي ينوي تنفيذها من جانب واحد، وتتركز بالأساس على تفكيك المستوطنات في قطاع غزة.. ومن جانبه أكد شارون أن ذلك بالضبط ما ينوي فعله، وتولى بوش الإعلان رسمياً بحضور شارون، عن التحول المحوري في السياسة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية ليسقط كل الحقوق الفلسطينية بما فيها حق العودة الذي يتناول أكثر من خمسة ملايين فلسطيني يعيشون في الشتات ويكفل لهم القرار 194 حق عودتهم إلى مدنهم وقراهم داخل فلسطين المحتلة عام 1948 أو تعويضهم.
وأسبغ بوش على المزاعم والأكاذيب والسرقات وضم الأراضي بالقوة من قبل إسرائيل كل الشرعية ليجرد الفلسطينيين بذلك من كل حقوقهم وليحدث تحولاً محورياً في السياسة الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية لم يسبقه عليه رئيس أمريكي من قبل، وليدخل المنطقة بأكملها في أزمة جديدة تتمثل في الافتقار إلى ما يمكن التمسك به لتسوية سلمية، فيما نظر الفلسطينيون إلى هذه التحولات باعتبارها نكبة جديدة بعد نكبة 1948م.
|