* العيينة - سعود الشيباني :
لا تزال الأجهزة الأمنية تلاحق الإرهابيين الذين قتلوا شخصاً وأصابوا آخر من دوريات المجاهدين بوادي الحيسية الذي شهد أبشع جريمة ارتكبها خمسة أشخاص مسلحين يستقلون سيارة (متسوبيشي) ترجح معلومات أنهم من الإرهابيين، ونتج عنه استشهاد نايف الحمادي وإصابة زميله بجاد الرويس إصابة في فخذه إثر اطلاق عدة أعيرة نارية من الإرهابيين على دورية المجاهدين ظهر أمس الأول. وشهدت منطقة العيينة والجبيلة وسدوس والمراكز المجاورة لها حالة استنفار، وكثف رجال الأمن من تواجدهم، وقامت شرطة العيينة والجبيلة وقوات المهمات والواجبات الخاصة بشرطة منطقة الرياض وقوات الطوارئ والمجاهدين وعدد من الأجهزة الأمنية الأخرى بتمشيط المنطقة؛ بحثاً عن المطلوبين، فيما حلقت عدد من الطائرات العمودية لتمشيط المنطقة لوعورتها، والتي هي عبارة عن جبال شاهقة وأشجار كثيفة. (الجزيرة) كانت متواجدة بمركز المجاهدين ومسرح الجريمة بوادي الحيسية غرب مركز العيينة 30 كم2، وقد وصلت الطائرة العمودية عند الساعة الثالثة عصراً، ونقلت عدداً من ضباط وأفراد قوات المهمات والواجبات الخاصة المدججين بالأسلحة الرشاشة؛ حيث تواردت ل(الجزيرة) معلومات تفيد بوجود عدد من الأشخاص يحتمون في الجبال يحتمل أنهم من المطلوبين، فيما لا تزال الأجهزة الأمنية تغلق المنافذ والمخارج وتمشط المنطقة للبحث عن المطلوبين.
وقد التقت (الجزيرة) بزملاء الشهيد والمصاب في مقر عملهم في وادي الحيسية؛ حيث قال فيحان محمد الحمادي: كنا نتناول وجبة الغداء بمعية الشهيد والمصاب وزميلي مرزوق مطلق الرويس، وقد أبلغنا المواطن (ف.س) أنه يوجد هناك خمسة أشخاص في سيارة نوع (متسوبيشي) بوضع مريب. وحال سماع البلاغ انطلق بجاد الرويس ونايف الحمادي للتحقق من وضعهم؛ حيث توقعنا في البداية أنهم من مخالفي نظام الإقامة والعمل؛ لأننا دائماً نلقي القبض على المخالفين ومروجي القات، مشيراً إلى أن زميليه لم يكن بحوزتهم سلاح.
وأضاف الحماي: إنه بعد فترة، وهي نصف ساعة تقريباً، أحسسنا أن الأمر غريب، فانطلقت وزميلي مرزوق الرويس، وقبل الوصول لمسرح الجريمة الذي اتضح فيما بعد، إذا بالدورية وصلت إلينا مسرعة ويستقلها بجاد الرويس وإبلاغنا بالوضع، مشيراً إلى أنه تم إبلاغ الجهات المختصة بشرطة العيينة والجبيلة. وتم نقل زميلنا للمستشفى من قِبَل المواطن الذي بلغ عن الإرهابيين، وحضرت الأجهزة الأمنية على وجه السرعة.
وبيَّن الحمادي أنهم يعملون لمدة أسبوع بواقع خمسة أشخاص، ويسلمون أسبوعاً.
وقد لاحظت (الجزيرة) عدم توفر أجهزة اتصالات مع أفراد المجاهدين، إلى جانب تواجدهم بخيمة نصبت في موقع وادي الحيسية، الأمر الذي يجب معه توفير مقر دائم وجاهز لهم؛ ليؤدوا دورهم بالصورة المطلوبة.
فيما تحدث ل(الجزيرة) مرزوق بن مطلق الرويس شقيق المصاب بجاد بقوله: إن زميلنا الشهيد تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته كان يتصف بالشجاعة والإقدام.
وطمأن الرويس (الجزيرة) عن شقيقه، والذي يتمتع بصحة جيدة، وأن إصابته طفيفة، مشيراً إلى أنه بعد إصابة شقيقه لم يغادر مكان العمل. وقال: إن شقيقي والذي أعمل برفقته في مركز المجاهدين بعد تعرضه للإصابة نقله المواطن (ف. س) الذي أبلغنا عن تواجد هؤلاء الضالين، والذين اتضح فيما بعد أنهم من الإرهابيين. وذكر مرزوق أن شقيقه بجاد الذي يبلغ من العمر 45 عاماً متزوج وله ولدان.
هذا وكان الموقع قد شهد تواجداً مكثفاً من المسؤولين من بينهم رئيسا مركزي العينية وسدود والحيسية، وكذلك مديرا شرطة العيينة والحيسية. وقد تواجد في مسرح الجريمة كل من رئيس مركز سدوس سعد بن عبدالله بن معمر ورئيس مركز العيينة والجبيلة سعد بن محمد بن معمر ومدير شرطة العيينة والجبيلة الرائد علي التويم، وما يزالون يتابعون مجريات الأحداث لهذه الجريمة.
|