قبل عشرين عاماً مضت بدئ في إصدار البطاقة الشخصية (بطاقة الأحوال المدنية) عوضاً عن وثيقة إثبات الهوية السابقة التي كانت تحمل مسمى (حفيظة النفوس)، وجاء صدور بطاقة الأحوال المدنية مواكباً لأحدث تقنيات طباعة الوثائق الشخصية في حينه من خلال حملها لرقم السجل المدني للمواطن والذي جاء ترجمة (للرقم الوطني) الذي تتخذه الدول لمواطنيها بحيث يحمل كل مواطن رقماً خاصاً لإثبات هويته منذ ميلاده ومن خلال طباعة صورة حامل البطاقة عليها. ولقد كانت بطاقة الأحوال المدنية عند صدورها منذ عشرين عاماً وظلت على مدى سنوات قادمة تمثِّل نقلة نوعية في استخدام الوثائق الثبوتية، انفردت بها المملكة عن غيرها من دول المنطقة وكانت سبَّاقة في هذا الاتجاه مع بعض الدول المتقدمة التي بادرت منذ ذلك التاريخ إلى استخدام بطاقات لإثبات الهوية الوطنية تستخدم فيها تقنيات الحاسب الآلي وطباعة الصورة والرقم الوطني.
وبمناسبة مرور عشرين عاماً على إصدار بطاقة الأحوال المدنية واستخدام الرقم الوطني فيها (رقم السجل المدني) فإن هذه المناسبة تدعو كل متابع إلى تسجيل مشاعر الفخر والاعتزاز لهذا الإنجاز الذي انعكس أثره بصورة إيجابية وغير مباشرة على مناحي التنمية الوطنية من خلال إعطاء وثائق ثبوتية صادقة والحد من تكرار تسجيل المواطنين وإعطاء السجل المدني الوطني بعداً إضافياً ساهم بتوفيق الله في تحقيق الأمن والاستقرار، كما أن هذه المناسبة تدعو كل مواطن إلى تسجيل عظيم التقدير للجهود التي خطط لها ورعاها وأشرف على تنفيذها سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية وسمو نائب وزير الداخلية الأمير أحمد بن عبدالعزيز، حيث جاء إصدار هذه الوثيقة ومنذ ذلك التاريخ ثمرة للتخطيط السليم وبعد النظر وحسن استثمار القوة البشرية الوطنية وتوجيه جهودها فيما حقق عملاً وطنياً متميزاً على المستوى الإقليمي والدولي.
وها نحن اليوم ننطلق إلى إصدار بطاقة الهوية الوطنية في ثوبها ومواصفاتها الجديدة بمتابعة سمو مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز والتي تمثِّل البوابة الرئيسية لكثير من التعاملات التي تتم عن طريق البيئة الإلكترونية مثل الحكومة الإلكترونية والتجارة الإلكترونية، وكون بطاقة الهوية الوطنية تقدِّم تعريفاً حقيقياً لأحد أو كل أطراف هذه التعاملات وهو ما يمثِّل نقلة أخرى نوعية في وظيفة بطاقة الهوية الوطنية السعودية ويواكب التطور التقني الذي يشهده العالم.
* وكيل وزارة الداخلية للأحوال المدنية | 
