Friday 16th April,200411523العددالجمعة 26 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

القوى الشيعية العراقية تبحث في طهران عن مخرج لأزمتها مع الاحتلال القوى الشيعية العراقية تبحث في طهران عن مخرج لأزمتها مع الاحتلال

* بغداد - د. حميد عبد الله:
مع اتساع دائرة المواجهة بين الشارع العراقي وقوات الاحتلال الأمريكي، ضاق مجلس الحكم بأعضائه حتى لم يعد بين أيديهم أي مبرر يمكن ان يسوغ لهم صمتهم إزاء القتل الجماعي الذي تنزله الآلة العسكرية الامريكية في الفلوجة وبقية مدن العراق التي انفجرت غضبا وسخطا على الاحتلال وممارساته. وبحثا عن مخرج ينقذهم من المأزق، اجتمع ستة من ممثلي الأحزاب الرئيسية في مجلس الحكم وتدارسوا خطة يمكن ان تضع حدا للقتال بين أنصار مقتدى الصدر والقوات الامريكية وتتضمن نقاطا عدة من بينها ان يعترف الصدر ان أنصاره خرقوا القانون، وان يبدي استعداده للتعاطي مع الاتهامات الموجهة إليه في قضية مقتل عبد المجيد الخوئي على ان ينوب عنه في حضور جلسات التحقيق محامون يوكلهم لهذا الغرض، وان يتعهد بعدم تكرار العصيان المدني الذي قام به أنصاره، وان يتحمل مسؤولية أي عمل من هذا النوع يحدث في المستقبل.
خطة التسوية هذه قدمها كل من المجلس الأعلى للثورة الإسلامية وحزب الدعوة الإسلامي، والحزبين الكرديين الرئيسيين وحركة الوفاق الوطني وحزب المؤتمر الوطني.
وفيما تعتقد القوى الشيعية ان مقتدى الصدر يمكن ان يوافق على هذه الخطة، مؤكدة استعدادها لتسويق الخطة عبر الأوساط الشعبية والرسمية وعبر المرجعيات الدينية لإضفاء نوع من الشرعية عليها، ترى الأحزاب العلمانية ان الصدر سوف لن يقبل بمضمون الخطة لكونه يعتقد ان المزيد من المواجهات مع قوات الاحتلال كفيل بتركيعها او بإخراجها من العراق وهذا ما يجعله يزداد إصرارا على موقفه.
القوى الشيعية هي الأكثر إحراجا في الحرب الصدرية - الامريكية، فإن هي لزمت الصمت اتهمت بالتخاذل، وان ظلت متحالفة مع الامريكان اتهمت بالخيانة، وان اصطفت الى جانب مقتدى الصدر تضحي بمستقبلها السياسي، وانطلاقا من ذلك سارع عضو مجلس الحكم ابراهيم الجعفري الى طهران عارضا عليها الضغط على آية الله كاظم الحائري لاقناع مقتدى الصدر للجوء الى إيران مقابل إسقاط الاتهامات الموجهة إليه من سلطات الاحتلال ، غير ان طهران قد لزمت الصمت واختارت الوقوف على التل ليس من باب ان الأمر لا يعنيها بل لأن إنذارا أمريكيا قد تلقته طهران من خلال السفارة السويسرية في العاصمة الإيرانية والتي تتولى رعاية المصالح الامريكية في إيران مؤداه ان تدخل إيران في الشأن العراقي سيدفع واشنطن لممارسة المزيد من الضغوط على إيران في مجال الملف النووي، وستضع نظام طهران في خانة الأنظمة المارقة التي يجب التخلص منها وهذا ما تخشاه إيران وتحاول تجنبه بأي ثمن.
مقتدى الصدر من جانبه رفض اللجوء الى إيران بتحريض من السيد كاظم الحائري، وهو بهذا يكرر تجربة جده آية الله محمد باقر الصدر الذي رفض مغادرة العراق بعد ان وصلت العلاقة بينه وبين صدام الى طريق مسدود عام 1980.
ومما زاده إصرارا على البقاء في العراق رسالة الإمام الخميني التي وجهها له من طهران طالبا منه البقاء في العراق لقيادة الثورة الإسلامية حتى الإطاحة بصدام لكن باقر الصدر قد اعدم في أقبية الأمن العامة وبقي صدام ربع قرن من غير ان تفلح القوى الشيعية في إسقاطه فهل ستكرر تجربة محمد باقر الصدر مع حفيده مقتدى؟ قد تتكرر ولكن مع اختلاف الجلاد والضحية!!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved