حين تجلس في المقعد المخصص لك في الطائرة..
ماذا تفعل؟.. وكيف تمضي وقت الرحلة؟..
قد يحاول البعض الحديث مع من يجاوره...
ويحاول آخر قراءة الصحف.. ثم يتململ
ولا يدري ماذا يفعل!!
وان كانت ساعات السفر طويلة كانت
المعاناة أصعب.
صديقي سافر إلى لندن.. وأثناء الرحلة حاول أن يفعل أي شيء ليمضي الوقت لكنه عجز عن النوم وانتهى زمن الحديث مع الراكب
المجاور.. ولم يعد أمامه سوى مطالعة الصحف.
قلب الصفحات وقرأ القليل من السطور ثم سيطر عليه الملل.
ظلت نظراته مثبتة على رجل غريب الأطوار..
كان أمامه.. يحمل كتاباً ضخماً يبدو انه جلبه خصيصا لهذه الرحلة..
ظل صاحبنا يتابع الرجل.. ووجد في ذلك تسلية له
كان الرجل العاشق للقراءة مثبتاً نظره على صفحات
الكتاب.. ولا يكاد الكتاب الضخم يسقط من يده إلا قليلاً..
ولعله يؤمن بمقولة أديب راحل: (الذي لايقرأ قد يفقد انسانيته)!!
يتوقف الرجل أحياناً وينحي الكتاب جانباً ثم يأكل أو يشرب
ثم يعود بنهم لقراءة كتابه العجيب وقد أدهش تصرفه
صاحبي فقال: كيف استطاع هذا الرجل الصمود
ومتابعة القراءة كل هذه الساعات وأنا قرأت كل الصحف
في نصف ساعة؟!.
قلت له: أنت لم تقرأ شيئاً.. أنت تصفحت فقط
أما ذلك الرجل فهو أحد عشاق القراءة وهو بالتأكيد
يجد فيها متعة لا نظير لها.. وإلا لما استطاع أن يبقى
كل تلك الساعات وهو يقرأ.
|