صباح مثل هذا اليوم 15 أبريل من عام 1912، غرقت الباخرة البريطانية العملاقة (تيتانيك) في شمال المحيط الاطلنطي على مسافة 400 ميل جنوب نيوفاوندلاند بكندا.
وذلك بعد ارتطام السفينة الهائلة، التي كانت تقل 2200 راكب وملاح، بجبل ثلجي عملاق. وقد غادرت (تيتانيك)، أكبر وأفخم عابرات المحيطات في التاريخ، ميناء ساوثهامبتون الانجليزي في 10 مارس عام 1912، لتبدأ رحلتها الأولى والأخيرة إلى مدينة نيويورك الامريكية.
قام بتصميم (تيتانيك) الايرلندي ويليام بيري، وتم بناؤها في بلفاست، وكان يُعتقد أنها أسرع سفن العالم.
وكان يبلغ طولها 883 قدما، وكانت مقسمة إلى 16 قسماً مانعا لتسرب الماء، وكانت تعد غير قابلة للغرق لأنه حتى مع امتلاء 4 أقسام كاملة بالماء، لن تكون هناك أي خطورة على سلامتها.
وبعد مرور (تيتانيك) على ميناءي شيربورج الفرنسي وكوينزتاون الايرلندي لتحميل باقي ركابها، انطلقت في طريقها بأقصى سرعة إلى نيويورك.
ولكن في منتصف ليل 14 أبريل، فشلت (تيتانيك) في تحويل مسارها بعد أن ظهر أمامها فجأة جبل ثلجي، مما أدى إلى اصطدامها به وإمتلاء 5 أقسام منها عن آخرها بالماء. ثم بدأت المياة تملأ باقي الأقسام الواحد تلو الآخر حتى غرقت مقدمة السفينة في الماء بينما ارتفعت مؤخرتها بشكل عمودي. ثم انقسمت السفينة إلى نصفين في حوالي ال2:20 صباح اليوم التالي وغاصت (تيتانيك) الى قاع المحيط.
وقد لقي ما يزيد عن 1500 شخص حتفهم في هذه الكارثة إما عن طريق الغرق وإما التجمد في مياه المحيط الاطلنطي شديدة البرودة، وذلك بسبب النقص الكبير في أعداد قوارب النجاة. أما الـ700 الناجون فقد كان أغلبهم من النساء والأطفال، بينما كان العديد من مشاهير العالم في ذلك الوقت من بين الضحايا، مثل الصحفي البريطاني الشهير ويليام توماس ستيد، وكذلك ورثة عائلات ستراوس وآستور وجوجينهايم من أثرياء العالم.
بعد غرق تيتانيك بـ20 دقيقة، وصلت الباخرة الامريكية (كارباثيا) إلى مكان الحادث، حيث صعد على متنها الناجون بقوارب النجاة، إلى جانب أعداد ضئيلة ممن كانوا بالماء، وفيما بعد اكتشف أن الباخرة (كاليفورنيان)،كانت على مقربة 20 ميلا فقط من (تيتانيك) وقت غرقها، إلا أنها لم تتلق أياً من إشارات الاستغاثة التي بعثت بها (تيتانيك) بسبب تعطل منظم الراديو بها.
|