تعقيباً على ما كتبه الأخ محمد بن عبداللطيف آل الشيخ في زاويته (شيء من) التي كان عنوانها (الشعر العامي هو شعرنا الحقيقي).
أقول وبالله التوفيق إن الشعر العامي ليس شعرنا الحقيقي لأنه لا يبرز الأحاسيس البشرية بصورة أدبية ممتعة وجذابة إنما هو أحاديث يجمعها بعض العاميين، ويطلقون عليها قصائد شعرية، لا تمت للشعر الفصيح بأي صلة، لأن الشعر العربي الفصيح إنما هو إبراز للمشاعر، والمواقف التي تمر على الإنسان فيصوغها في قالب بديع مدهش يجذب المستمع إليه أو القارئ له.
ولا يغيب عن بالنا بأن الشعر الفصيح، وإن قل ظهوره عبر وسائل الإعلام إلا أنه يحفظ في الصدور لما فيه من بلاغة ساحرة للنفس وأن المعنى يصل إلى القلب في أحسن صورة من الألفاظ.
ثم لماذا اخترت الأخ الفاضل د. غازي القصيبي مع العلم بأن هناك من هو أشهر منه مثل: عبدالرحمن العشماوي، عبدالله بن إدريس، إبراهيم العواجي، إبراهيم الصعابي، عبدالله الفيصل وغيرهم من حيث إنتاجهم الأدبي الجم، وأسلوبهم الرائع الفذ.
فأشعارهم قد سارت تجوب الأوطان، وحلقت في الآفاق وشعرهم جرى مجرى الأمثال، وارتبط بالخيال، وسار مسير الرياح، وطار بغير جناح، فكادت السنون تنشرها والأيام تحفظها.
أما بالنسبة لكتابات الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - الدعوية لماذا هي باللغة العامية في بعض منها السبب أخي العزيز لأن الناس أغلب تعليمهم ضئيل لا يتعدى المرحلة الابتدائية فكان من البدهي أن يكون الأسلوب الدعوي يناسب عقولهم، وتفكير عامة الناس.
ثم قولك بأن الشعر الجاهلي شعر عامي فهذا - سامحك الله - أكبر خطأ، لأن الشعر الجاهلي يمثل اللغة العربية الصحيحة ولكن عندما تدخلت الشعوب المختلفة تأثرت اللغة وطرأ عليها التغيير، حتى وصلت اللغة إلى ما هي عليه الآن.ودمتم سالمين
نوال بنت مقحص آل الشريف
الرياض |