عبدالقادر طاش -رحمه الله- عرفته طالباً في أول مراحله التعليمية بمعهد الطائف العلمي حيث درسته في المرحلة المتوسطة والثانوية خلال ثلاث سنوات بدايتها من عام 1389ه.
كان رحمه الله نبعاً صافياً والعرب تقول: الماء من أول نبعه فان كان عذباً استمر على ذلك وهكذا كان الدكتور عبدالقادر من أول صباه كان نبعاً عذباً قد توقعنا له شأناً لأنه كان حاد الذكاء ولديه نبوغ مبكر قد سبق عمره العقلي عمره الزمني، كنا ونحن ندربه بمعهد الطائف العلمي نسميه مع بعض زملائه بجرذان المكاتب -مع التحفظ على هذا الوصف - لكثرة ولوجهم في المكتبات للقراءة والتحصيل لكنه بز أقرانه في كثرة الاستيعاب والتحصيل، كان يتمتع بأدب وخلق جم وكانت تصرفاته وهو طالب تنم عن تصرفات رجل راشد عركته الحياة وعركها.
علقت صورته بذهني لتعدد مواهبه وهكذا الطالب النابغة لا ينساه أستاذه كنا نتعجب من نبوغه المبكر وتفوقه وتوقعنا له مستقبلاً باهراً وهكذا حصل لهذا الطالب الفذ ما توقعنا فقد أكمل دراسته الجامعية ولم يكتف بذلك بل كان طموحه أكبر فقد أكمل مشواره التعليمي حتى حصل على الدكتوراه في الإعلام وتقلب في مناصب عديدة في مجال الإعلام، وكان كلما حل في منصب ملأه بجدراة وكفاءة، كان أساتذته فرحين بما وصل إليه هذا الفذ الجهبذ من مستوى. لقد كان -رحمه الله- ثمرة من ثمار غرس طيب أينعت ثماره. نشأه والداه على حب الخير والفضيلة وترعرع على حب الصلاح والتقوى، نافح بقلمه عن قضايا أمته الاسلامية كان إعلامياً إسلامياً متميز الأداء في توجهه له نكهته في الوسط الإعلامي قد ترك بصمات واضحة في الإعلام الإسلامي.
وهكذا ترجل هذا الفارس والساحة الإعلامية بحاجة إلى مثله وتوقف مشواره وهو لا يزال في مقتبل العمر.
يا كوكباً ما كان أقصر عمره
وكذا تكون كواكب الأسحار |
كم كان حزني عميقاً حينما علمت بما يعانيه من المرض أرجو من الله العلي القدير أن يكون ما أصابه تكفيراً عن سيئاته وزيادة في حسناته وكان حزني أشد حينما علمت بوفاته رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وأنزله منازل الأبرار وعوض الساحة الإعلامية عنه خيراً. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
|