في ذلك الصباح ..
خطوات متتالية .. متسارعة .. تقفز تارة .. وتنتظم تارة
لتتخطى كل العقبات .. ولتسخر كل الظروف .. لتمتثل بالوقت .. كما هو الوقت!! كان الجرس أسرع من خطواتي ..
يااااه .. أجدني أتعثر من جديد لأسرع الخطا .. وأسرع الخطا .. والكلُّ كأنا .. . (شيء ما .. .. يدعو للتأمل)
كل شيء بعجالة .. ألملم أشيائي .. أطمئن على هندامي .. أتبادل التحايا والزميلات وأرنو بلمح البصر .. لأقف أمامهن والابتسام يعلو محياهن البريء.
ولا مانع ان أبادلهن ذلك وأسعد به!
وشدو طالباتي العذب يطرب من حضر ومن استمع.
- هنالك شيء ما .. . بين الزميلات .. شرد بي قليلاً .. لأسأل نفسي .. ما الخبر ؟!
ما الجديد ؟!
كنت أبحث بينهن بنظراتي .. وأعيد البحث .. وأعود .. وأعيد البحث ؟؟؟
يااااه .. .. يا لهذا الصباح الجميل ..
أجدني .. أبتسم مجدداً .. وأحتضن مشاعري .. دون حراك!
إنهن أنفاسي قبل سنوات
إنهن عطائي وكل الأمنيات
إنهن نزف العطاء - بل قمة العطاء !
بادلنني تحية الصباح قبل مصافحتهن .. والكل يبتسم !
ولا مجال للحديث وتبادل الأشواق .. إنه طابور الصباح .. إذاعة الصباح - والكل يمتثل باحترام !
- ألمح أنفاساً وفية .. اختالت بين الأنفاس .. لم تطق انتظاراً .. ولم تحتمل صبراً ..
لأجدها بجانبي تعزف أجمل لحن .. .. . كيف أنتِ أستاذتي؟ هل تذكرينني ؟! ياااه .. كدتُ أبكي!
كيف للمرء أن ينسى شموخاً أبدع في لبناته؟ - ويغفل أجمل سنوات العمر في عطاءاته؟
صمتُّ هنيهة .. لتستقر مشاعري فيّ.. ولتكتمل ابتسامتي فيها ..
وبادلتها أجمل التحايا .. وأعقبتها بجزل الحديث .. لتطمئن .. ولتجد نفسها ما زالت بذاكرتي .. بل في قلبي .. ألم أعلمهن الوفاء ؟!!
- أجدني .. أشرد قليلاً ..
لأنظر مقعدها الصفي قبل سنوات
وأرتسم جسمها الصغير في تلك الأوقات
وأسترجع كيف كانت .. وأعود ماذا أصبحت .. وأذكر الله.
لقد كبرت .. وبين جنبيها أعظم أمانة .. وأبلغ رسالة
كبرت .. وبين ذراعيها أعظم نهج .. وأصدق منطق
كبرت .. وفي عينيها عطاء متجدد .. وأمل متّقد
كبرت .. لتعيد أقوالنا .. وتروي حكاياتنا
ليدرج اسمها في جدول المعلمات .. ولتقاسمنا أنشطة الطالبات ..
لقد كبرت .. وكبر وفاؤها .. ولمَ لا تكون هي الوفاء ؟!!
- قمة السعادة .. أن تشاركني طالبتي العطاء وتقاسمني العمل .. وأي عمل ؟!!!
قمة السعادة .. أن ألمح حصاد سنواتي بين أيدي الأوفياء (فيهن)
كل السعادة .. أن تثمر بساتيني بهن .. وتتغنى رياضي من أجلهن !
.. .. . لا يزال صدى الإذاعة يجلجل .. ليفيقني من ذكرياتي الجميلة
أضاءت بكن رحاب السابعة .. بقدر ما أفتخر برسالتي .. بقدر ما أعتز بكن !
- لا أزال أتحين الفرص لألتقي بها وأسأل عن عطائها .. لتثلج صدري حين تثني عليه فيها ومنها!
- نعم .. يجدر بي ان أنتشي فخراً .. وأتناسى تعباً .. واهل إعياء.
- ليتني أستطيع أن أكمل ؟؟!!
قد أجد طريقاً غير ما اعتدت عليه لأكمل فيه .. ما بدأته
وأملي فيهن أن يجبرن كسراً في وقع قرار .. بااات قدري !!
|