إلى برعم الزهرة التي أنشدُ تفتحها، إلى عطرها الفواح الذي أرجو حسنه وطيبه، إلى فلذة كبدي، ونبض فؤادي، إلى حياتي وأملي وعمري، إلى مستقبل أمتنا، إلى بطلي، إلى أطفال المسلمين، بل إلى طفلي الغالي...
كَلمُنا يدمى، وجراحنا في كل بقعة من بقاعنا، فلا داعي يا طفلي العزيز أن أزخر الآهات على ويلات ما نرى من فرقة وتشتت في كياننا، ولا داعي لإخبارك بالمآسي التي تحيط بنا، بل يكفي أن تنظر إلى عيني لتفهم أن الريشة الآن قد أصبحت بين يديك فهيّا.. لوّن هذه اللوحة السوداء بألوان الفرح وارسم على كل وجه بسمة، ولا تقل أنك لا تستطيع، لأنك تستطيع، سأجعلك تستطيع، لن أجعل لليأس طريقا إلى قلبك، ولن أسمح للخسارة أن تقضي على عزيمتك، ولن اسمح لقدميك أن يجرّاك في طريقنا، بل سأمهد لك طريق الأمل والحياة الحقيقية، طريق المستقبل المشرق...
أعلم أني سأستمع لك ولآرائك، لتتعلم الشجاعة، فإن امتثلتها قولا فستكون لك شعارا في أفعالك، سأجعل من تربتك أرضا خصبة نباتها حُسنُ الخلق، أريد أن أرى صدق الأبرار، وتقوى الأخيار، وعزيمة الأبطال، أريد أن ارفع رأسي بك يا سبب وجودي، ولأجلك يا روحي الباكية الراضعة لأجلك.... سأرضعك من ذلك الحليب الذي يرضعه أبطالنا الأحياء في فلسطين، فسأرضعك مع ذلك الحليب حيث أرض الطهارة، لتعلم أن الحق حق علينا استرجاعه، ولن ولا يجب أن يهدأ لنا بال أو يهنأ لنا عيش الا بالصلاة في المسجد الأقصى... لاجلك سأجعل من حياتي وحياتك قدوة لكل أم وطفل، وسنجعل من الإسلام عنوانا لنا، ومن القرآن نبراساً لحياتنا، ومن الأمل درباً لعملنا، ومن النجاح رفيقا لأحلامنا، ستبقى روحي فداك، ولساني لاهجا بالدعاء لك، وقلبي معك، ولأجلك أيها الأمل القادم، لأجلك سأمضي عمري في تربيتك، فهل تراك تلبي لي أمنيتي التي لأجلها أعيش؟ بل تعيش لأجلها الأمة بأكملها، ألك أن تفهم أنني أحبك وأحب أن أراك بجانبي وأضمك الى صدري وأمرر أناملي بين خصلات شعرك وأطبع على وجنتيك قبلة المساء، وارى في عينك شوق نهاية قصة النوم و... و....؟ إلا أنني مع كل هذا وذاك أريد أن تعيش هانئا سعيدا في رياض الجنة... فهل لك أن تنضم لأسرة شهداء فلسطين؟ نعم هذه أمنيتي يا طفلي، ولا تقلق، فأنا لن أبكي... لن أبكي.. فكيف أبكي وأنا أم الشهيد البطل.
|