برعاية الله سبحانه وكريم فضله، تنطلق حملة الخير. . حملة الأمير سلطان للرعاية الاجتماعية والتثقيف الصحي والتأهيلي لتعبر عن ملامسة حكومتنا الرشيدة لشجون وهموم المواطن بيد حانية، ومشاركة وجدانية مثمرة. . الحملة في عامها الجديد لؤلؤة ونجمة فخر ونور في عقد المكرمات السمحة، وليس هذا بغريب عن رجالات الأسرة المالكة الكريمة فقد أسبغ علينا بفضل الله خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز أعزّه الله كل خير، وكذلك يفعل دوماً صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد الأمين، وهو شيء تعودناه من سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، فتباركت حملة الخير وهي متوّجة باسمه البهي، وما زالت تزدان فخراً وألقاً، وتتقدم بخطى لا تعرف الوهن ولا الكلل في سبيل تحقيق حياة أفضل للمواطنين، رفعة لشأن الدين وقوة لهذا الوطن.. ولا عجب ولا دهشة فهو أمير المحبة والبر، يفيض خيره على إنسان المملكة، مبشراً بأنّ الله جلّ جلاله ألهم الرجل الإنسان ليطلق بتوجيهاته الرشيدة، ومتابعته الدءوبة حملته الميمونة، للرعاية الاجتماعية والتأهيلية، لتكون اليد البيضاء المنقذة والمحبة والحنون لكل معوز ومعوق ومسن.
ونحن نستطلع الإنجازات الكبيرة والإشادات التي أسس بنيانها رجالات التربية والتأهيل، نذكر بفخر كبير أهمية المشروع الإنساني الكبير المتمثل بمدينة الأمير سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانية، لتزدان حلقة أعمال سموه الإنسانية بحملة الخير التي أطلقها لتكون برنامجاً علمياً منظماً وانطلاقة ميمونة لعمل تربوي اجتماعي تثقيفي صحي شامل ينهض بمسؤولية عالية، من أجل توفير ما يسدّ حاجة المجتمع، وتأهيل أفراده المعوقين بتأمين العلاج المتقدم على غرار ما تقدمه أهم المؤسسات العالمية في هذا المجال، ثم إعادة تأهيلهم بحسب الاستراتيجيات التربوية الحديثة. ليأخذوا مكانهم في المجتمع عاملين ومنتجين فيستفيد الوطن والأمة من جميع طاقات أفراده دون استثناء، وفي هذا الشأن الكريم أكد الأستاذ الدكتور محمد بن حمود الطريقي رئيس مجلس العالم الإسلامي للإعاقة والتأهيل والمشرف العام على حملة الخير بأن عطاء الأمير سلطان بن عبد العزيز راعي هذه الحملة لم يتوقف مطلقاً عن دعم عمل البرامج التي تسهم في النهوض بالعمل الاجتماعي والتربوي والإنساني سواء داخل المملكة أو خارجها، وقد نتج عن حملة الأمير سلطان بن عبد العزيز إنشاء مراكز مشتركة لنشر ومراقبة التأهيل في العالمين العربي والإسلامي، وذلك من خلال مساندة الحملة لإنشاء مراكز تابعة لجهات حكومية أو أهلية معنية بقضايا الإعاقة والتأهيل، بحيث تشكل منظومة المراكز المشتركة استراتيجية عملية تعنى بتحقيق أهداف هذه المراكز وذلك بعدما أنشئ المركز المشترك لبحوث الأطراف الصناعية والأجهزة التعويضية وبرامج تأهيل المعوقين في السعودية كأول مركز مشترك لنشر ومراقبة التأهيل في المنطقة).
وحين نتعمق في دراسة أهداف هذه الحملة ومقاصدها النبيلة فسوف نجد أن ذلك كله ينبع من رؤية واضحة ورغبة عارمة لتحقيق التكافل الاجتماعي والتواد والرحمة وتعاون المجتمع بكل فئاته تعاوناً إنتاجياً مبنياً على أسس علمية مخطط لها بإتقان وجّه إليها نظر ثاقب يعي الضرورات الاجتماعية من منظار أن الشخصية النيّرة المؤمنة بحقائق المنطلقات الدينية وثوابت الشرع الحنيف والضرورات الوطنية، تعطي وتقدم مما أعطاها الله لتبني المجتمع القويم:{وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ} (58) سورة الأعراف.
ومن الأهداف النبيلة لهذه الحملة المباركة دعم العمل الجاد للوصول إلى أدق الاستبيانات والإحصاءات عن المعوقين في العالمين العربي والإسلامي وهذه تعد أموراً تنظيمية أساسية على ضوئها يتم وضع الاستراتيجيات المبنية على التقصي والدراسة المنهجية وصولاً إلى استئصال شأفة المرض والعجز والإعاقة ما أمكن، وذلك بالمتابعة الصحية والنفسية، وفي علاج الحالات القائمة، وإعادة دمجها بالمجتمع، وأيضاً إقامة المشاريع الخيرية في المملكة والبلدان العربية والإسلامية، تحقيقاً لشعار أن الإنسان هو جوهر الحياة، نعم من أرض هذه المبادئ الشامخة انطلقت حملة أمير البرّ والإحسان، بوسائل علمية راقية مضاهية بل متفوقة على أشهر المؤسسات العالمية مع مراعاة القيم الإنسانية والدينية في مجتمعاتنا، والخصوصية التي حبانا بها الله عز وجل، لنتمكن من حشد الرؤى البعيدة المدى لاجتثاث الإعاقة، ومن الأهداف أيضاً لهذه الحملة الكريمة إعداد الكوادر المتخصصة الطبية والتربوية القادرة على النهوض بالمهام المنوطة بها في المؤسسات الخيرية التي يرعاها أو يشرف عليها أمير الرحمة والإنسانية سلطان بن عبد العزيز حفظه الله. ويتضح للجميع أن من أهداف الحملة نشر وتوطين العلوم والتقنيات والارتقاء بمستوى الخدمات المتعلقة بعلاج وتأهيل ورعاية المعوقين وتطويرها من خلال إجراء البحوث العلمية التطبيقية وإدخال واستقطاب وتوطين المعارف والتقنيات والأجهزة والمعدات الحديثة وابتكار الجديد بالإضافة لترجمة وتعريب أحدث ما يتعلق بقضايا الرعاية الاجتماعية بشكل عام وقضايا الإعاقة بشكل خاص، وبدون شك فإن الكوادر المؤمنة بهذا العمل العظيم مهمة لن يكون من السهل توافرها إلا إذا توافرت الرؤية الصحيحة، والمدركة من أرض علم ومعرفة وتأهيل خصوصية هذه المؤسسات، ونوعيتها، وعبر الالتزام بمنهج التخطيط السليم من خلال العاملين في هذه الحملات المباركة، وقد تجلى ذلك كله في كلمة سمو الأمير سلطان بن عبد العزيز عندما قام محموداً برعاية وتوزيع جائزة الملك فيصل العالمية التي يمكن إجمال مدلولها بالحرص على أصالة تنبع من وعي المعاصِر، والتمسك بتعاليم الدين وأوامر الخالق سبحانه وسنّة النبي عليه الصلاة والسلام، والبحث عن الذات وتأكيدها فيما يمضي العصر إلى التصارع والخوض في أمور قد لا يكون لنا فيها ناقة ولا جمل. وفي جانب آخر يؤكد ما تحظى به الحملة من تخطيط علمي فقد رافقتها حملات منظمة ومتخصصة للتعريف بهذا المشروع والمشروعات الأخرى التي يرعاها سموه، ومن أهم هذه الحملات المرافقة للحملة الأساس ما يلي:
1- الحملة التثقيفية صحياً:
إن مشروعاً بهذا الحجم من العطاء، ينبغي أن يدعم بحملة لتحول دون وقوع ضحايا جديدة لشلل الأطفال على سبيل المثال، أو عدم الإقدام على سلوكيات غذائية أو عملية خاطئة وما إلى ذلك من الأمور التي تؤدي إلى إعاقات.
2- الحملة الإعلامية التي تخدم المشروع التأهيلي، وتساعد على إعداده من ناحية، وعلى نجاحه من ناحية أخرى، وهي حملة متخصصة، تختلف عن الحملات الدعائية، لكونها مرتبطة بالأهداف النبيلة والقيم الإنسانية الرائدة التي يحملها مشروع سمو الأمير الفارس سلطان بن عبد العزيز.
وأخيراً. . لقد انطلق مشروع الحملة، بجهود أياد خيرة تفيض عطاءً، ووعياً عالياً يتألق محبة ورأفة، يستلهم جوهره من الدين العظيم، والخالق الرحيم:{ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} (18) سورة الجاثية صدق الله العظيم.
وربما تكون هذه الانطلاقة الحميدة، التي تهدف إلى كفكفة دموع الفقراء ومعالجة آلامهم، وملامسة آمالهم، بتقديم العون الحقيقي، المادي والمعنوي، العلمي والتربوي، وفق أسس علمية صحيحة، مما يبرئ العاهات بإذن الله، ويأخذ بأيدي المعوقين ليدخلوا من أوسع الأبواب الحياة التي صنعها الأتقياء الصالحون، فتعوض ما فُقد من بصر، وما اعوج من خَلق، فإذا كان نبينا صلى الله عليه وسلم رسول الرحمة {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ } (107) سورة الأنبياء فلنكن على هدي هذا الرسول العظيم، ولننهل من سماته، ونبتهل إلى الله عز وجل أن يوفق أمير البرّ صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز لتحقيق الآمال التي يتطلع إليها، في ظلّ مليكنا المفدى خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين والأسرة الحاكمة الماجدة وكل من والاهم بولاء حتى تشرق شمس الحق، حيث ينبغي لها أن تشرق، نسأل الله لهم الخير على حسن طويات نواياهم وعظيم كرمهم. سدد الله خطاهم وألهمهم كل خير لفعل الخير.
* الرياض - فاكس 014803452
anwarnah9@hotmail. com |