Thursday 15th April,200411522العددالخميس 25 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

دور الأسرة في تربية وتعليم الطفل في مرحلة ما قبل التعليم الابتدائي دور الأسرة في تربية وتعليم الطفل في مرحلة ما قبل التعليم الابتدائي
إبراهيم بن سعد الماجد

إن للأسرة دورا فاعلاً في تربية وتعليم الطفل فهي التي تهتم بتنشئة وتعليم أطفالها مبكرا, وفي مرحلة الطفولة المبكرة وهي مرحلة ما قبل التعليم الابتدائي، تحصد الأسرة ثمار جهدها على شكل نبوغ مبكر لطفلها غالبا. والأسرة لدينا بحاجة ماسة لبرامج توعوية وعملية تجعل منها أكثر ديناميكية في فهم وتفعيل الدور المناط بها لرعاية طفلها خلال مرحلة ما قبل المدرسة.
فبالرجوع إلى دراسات سابقة وجد ان نسبة مئوية كبيرة من الأسر في المملكة العربية السعودية تصل إلى 74% تعتقد أن تعليم الطفل يبدأ فعليا مع بداية سن المدرسة, وهم لا يبدون أي فعالية أو استراتيجية تذكر لتعليم وتثقيف الطفل معرفيا وسلوكيا ويغلب على نمط الأسرة أسلوب الرعاية الوالدية من حيث الحاجات الأساسية ومراعاة الجوانب المادية فحسب، أما البناء المعرفي والعقلي والعاطفي فهو يحظى باهتمام أقل، وذلك كونه نمطاً يرتبط واقعيا بالمدرسة وليس دورا أسريا مباشرا.
هذا المؤشر يعطي مفادا بأن الأسرة بحاجة إلى برامج عملية وتوعوية تجاه دورها التعليمي نحو طفلها، يشير (Redding2002) إلى أن الأسر التقليدية والتي تعتبر دورها تجاه الطفل يقف عند التوجيهات العامة في البيت من أكل ولعب وملبس وعمل مهام ترتبط بالضبط وتوفير المناخ المناسب للعيش والإشراف على الهوايات الخاصة بالطفل وأنشطته, قد لا تحقق بالضرورة تعليما وبناء معرفيا متسقا، مقارنة بالأطفال في الأسرالاكثر تفاعلا مع ابنائهم والذين يتفاعل معهم آباؤهم وأمهاتهم بالمشاركة في الحوار، في الأحداث اليومية والخبرات والتعبير عن العواطف والمناقشة حول الموضوعات.
وقراءة الكتب والجرائد والمجلات جماعيا ومشاهدة التلفاز والتعليق عليه كما يحظون بالتشجيع على الكلام وتنمية المنطق في التفكير وفق آلية يومية إشرافية متسقة ومرنة, ويشار إلى ان الطبقات المثقفة والقيادية والغنية في فرنسا تعرض يوميا على وجبة الغداء الرسمي لها, قضايا نقاش مهمة وتحتاج لمدركات معرفية عليا للأطفال والمراهقين, فتطرح قضايا نقاش عن (هيغل) وعن (دوركايم) او قضايا مصيرية أو مجريات احداث غيرت وجه التاريخ الأوروبي والعالمي, وتبسط الأسرة القضية بحسب المدرك الحالي للطفل ويزداد النقاش تعقيدا مع مرور الوقت حتى ينمو الطفل ويكبر، ومن خلال التقصي البحثي لتلك الأسرة, وجد ان تلك الطبقات الاجتماعية يستأثر ويتناقل ابناؤها الثقافة والعلم والمعرفة والمراكز القيادية.
كما أننا يجب أن نفهم واقع الاسرة لدينا ونحلل انماطها لنعرف واقع الأسرة الاكثر فعالية والتي يمكن لها ان تحقق لطفلها بناءً تربويا وعلميا ومعرفيا وسلوكيا وعاطفيا واجتماعيا في سياق ثقافي متوافق ينمي مدركاته ويحقق ذاته فيكون لبنة بناء لنفسه ومجتمعه, والأسر لدينا تقع بين ثلاثة أنواع:
1 - الأسرة الضعيفة: وهي التي لا تستطيع أن تحقق تفاعلا إيجابيا بينها وبين الطفل ولا تقدم له المعارف اوتتفاعل معه كما ان الطفل بالمقابل يشرف على قراراته بشكل كامل فيرفض ما يريد ويقبل ما يريد, ومن أبرز صور اهتمامات هذا الطفل انه يقضي الساعات الطوال امام التلفاز وينام متى شاء ويستيقظ متى ما شاء ويصمم على نوع غذائه ويحيد الآخرين من قراراته.
2 - الأسرة التسلطية (القاسية): وهي الأسرة التي تتسم بعلاقاتها القسرية مع الطفل, وتجعل منه طرفا ثانيا تابعا وسلبيا في قراراته ومنفذا لطرح الاسرة بالكامل بغض النظر عن ذات الطفل، ومن اهم صور هذا الطفل ضعفه في جانب الذكاء الوجداني والاجتماعي وضعفه في المهارات اللغوية.
3 _ الاسرة المرنة: وهي الأسرة التي يسود فيها علاقة حوار ايجابية بين الطرفين (الطفل والاسرة) وتتسم فيها التفاعلات التربوية بالانفتاح والواقعية والامن النفسي للطفل في ظل الاسرة. وهذا النمط الاسري يخالف النوعين السابقين المتسمين بالتطرف، فهو نسق يساعد على النمو المعرفي للطفل فالقرار مشترك وتحمل المسئولية كذلك والتفاهل الحواري موجود والوقت اكثر نظاما والادوار جلية والقناعة هي اساس التطبيق.من خلال الانماط الاسرية السابقة فان الاسرة المرنة هي التي غالبا ما ستكون الاكثر فعالية في تربية وتعليم طفلها وجعله فردا فاعلا وإيجابيا لنفسه ومجتمعه المحيط .


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved