يأسرني ويذيب قلبي بل تهزمني قوتي أمام ضعفي عندما أرى تلك المآسي الدامية وتلك الجثث الهامدة.. إنها دماء وجثث الشهداء في فلسطين الحبيبة..
دماء معطرة لها رائحة زكية كيف لا وهي دماء الشهداء والتي سكبت ولم يراع فيها إلاً ولا ذمة..
كل يوم تطالعنا وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة بجرائم شارونية جديدة تغتال عملية السلام وتقتل كل معاني الأمن والاطمئنان...
في كل يوم نرى قتلاً وتشريداً وتعذيباً.. أسر بكاملها تشرد وأمهات ثكلى وأطفال حرموا جمال الطفولة وحنان الأمومة فلا يستيقظون إلا على أصوات المدافع والمدمرات.. شيوخ مقعدون لم يراعوا سنهم أو وضعهم وقلة حيلتهم..
مناظر مأساوية تدمي القلب وتنغص الحياة على من يراها فكيف بمن
يعيشها؟!!
أليس ما يحدث إرهاباً؟ أم ان الإرهاب خاص بنا نحن العرب ؟؟
إن من يرى تلك المذابح وتلك المناظر الدامية على شاشات التلفزة ليؤمن إيماناً انه إرهاب مدفوع ثمنه!! وإلا ماذا صنع الشيخ الجليل أحمد ياسين حين قطِّع إرباً وسحق أشلاء فلم يبق من آثاره سوى حطام ذاك الكرسي المتحرك؟؟ هل لأنه دافع عن وطنه ووقف أمام الطغمة الشارونية كالطود الشامخ؟ أم لأنه نادى بالحرية والأمن والسلام؟؟
سبحان الله الذي يضع سره في أضعف خلقه.. فمع ان هذا الشيخ الجليل مقعد وكسيح إلا أنه استطاع ان يزلزل اسرائيل وان يزرع الرعب في قلوبهم لذلك حاولوا جاهدين مراراً وتكراراً طمسه من الواقع بل من خريطة العالم ليكملوا مسيرتهم آمنين مطمئنين فليس أمامهم الآن مناضل اسمه (ياسين).
لك الله يا شعب فلسطين!! لكم الله يا أطفال الحجارة!! لك الله يا بيت المقدس!! لقد رحل مناضلكم واكتفى العالم بالشجب والاستنكار !!!
ولكن هل هذا الشجب والاستنكار سيعيد روح الشهيد ؟؟ وهل هذا الشجب سيمنع شارون من ممارسة غطرسته وسيادته على هذا الشعب المسكين؟؟
ماذا دهانا؟ ولماذا نحن العرب خارت قوانا؟ فأصبحنا نكتفي بالاستنكار والشجب في مثل تلك المواقف وتركنا المجال للباطل ليعلو على الحق في وضح النهار واكتفى البعض الآخر بالاجتماعات والتي ما هي إلا حبر على ورق ونتائجها معروفة مسبقاً.
آه يا فلسطين يا أرض العروبة والإسلام ويا مسرى خير الأنام.. والله ان الحزن ليأسرني ويحق للكل ان يحزن على ما يجري فوق ثراك الطاهر..
فأين صلاح الدين من عهدنا الراهن؟ أين هو ليحرر بيت المقدس كما حررها سابقاً أين نحن من قوله (والله لا أبتسم حتى أفتح بيت المقدس)؟.
لله درك أيها الصالح قلت ففعلت ففتحت والله لو ان فلسطين تنطق لنادت بأعلى صوتها مستنجدة بهذا الصالح..
ولكن يظل الأمل معقوداً على بعض الصالحين الذين نهجوا نهج صلاح الدين وساروا سيرته لتعود القدس حرة أبية كما كانت..
فلتصمد أيها الشعب الأبي ولتتسلح بالإيمان قبل السلاح ولتأخذ على أيدي هؤلاء البغاة وسيحق الله الحق بكلماته ولو كره الكافرون..
دعوة من أعماق قلوبنا جميعاً ان ينصر الله إخواننا المسلمين في كل مكان عامة وفي فلسطين خاصة.
اللهم كن معهم ولا تكن عليهم.. اللهم وحد صفوفهم واعل كلمتهم وانصرهم على أعدائهم وأعد القدس إلى حوزة المسلمين حرة أبية يا رب العالمين، واغفر لشيخنا الجليل أحمد ياسين وبلّغه الدرجات العلا في عليين.
|