سألتني إحدى الزميلات الإعلاميات ضمن تحقيق صحفي، السؤال التالي:
(ما معنى أن يكون هناك توافق ثقافي بين الزوجين، وهل له ثمار على الزوجة ؟؟).
والذي يتأمل السؤال يجد بأن هناك نية مبيتة لحكم يختفي بين تلافيف السؤال فهل له ثمار على الزوجة؟؟ يتقهقر بالزوجة إلى موقع المتلقي دوماً، موقع الذي يأخذ القطاف من أسفل، فهذا السؤال مشحون بشحنة تاريخية كبيرة تبين طبيعة العلاقة بين الطرفين في المؤسسة الزوجية، فهو يجعل المرأة هناك كالطفل الصغير الذي يتعثر في خطواته الأولى، وبحاجة إلى الدعم، أو كالضرير الذي ينتظر من يمسك بيده ويدله الدرب..... هناك حمولة تاريخية وافرة تأخذ الرجل في موقع المعلم، وبجانب السبورة بينما تظل المرأة هناك تراوح في مقاعد التلاميذ.
ولعل طبيعة هذه العلاقة لا تنحصر فقط في نطاق العلاقة بين الطرفين، بل تتجاوزها إلى مجالات متعددة في المجتمع وتصر على تنميط دور المرأة في صورة تاريخية محدودة، بينما يستأثر الرجال عادة بالمعرفة والقوة.......... وبالتأكيد بالقرار دون الوضع في الاعتبار الأهلية أو القدرة على صناعة القرار، مجرد كونه (رجلا) سوف يختصر له (60%) من المسافة.
وهذا من شأنه بالتأكيد أن يحول القطاعات النسائية في الكثير من المجالات التي تشارك فيها المرأة على مستوى العمل والعطاء تتحول إلى (سكرتاريا تنفيذية) لجميع ما يحدث ويتخذ في مكاتب الرجال، ومن ثم تتحول القضية بدلا من أن تصب في الصالح العام، تصبح فجأة مباراة في بلاط الجواري للاستئثار برضا الرجل بشكل مستبسل على طريقة (أنت فصل.... وانحن نلبس).
هذا السقف السميك الذي يمتد فوق رأس النسوة هو شهادة مسبقة بالإعاقة، شهادة مختومة بختم سميك، تحملها المرأة في حقائبها، وبين أوراقها بحيث ترسم لها بالتحديد (كروكي) المعرفة الذي تستطيع التحرك من خلاله !!!!
ولن يسمح هذا السقف بأي تجاوز أو خروج أو إنجاز.
|