Thursday 15th April,200411522العددالخميس 25 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

سببت انهيارات في الإسفلت والكباري سببت انهيارات في الإسفلت والكباري
المياه حاصرت سكان السويقطة والقابل ورير وزور وادعة والحضن واقتحمت منازلهم

* نجران - أحمد معيدي:
لليوم الرابع على التوالي تواصل سقوط الامطار بغزارة على منطقة نجران والمحافظات التابعة لها في ظاهرة قال عنها الأهالي ان المنطقة لم تشهدها منذ ما يزيد على عشرين عاماً.
هذه الأمطار التي كانت ولا شك نعمة سماوية على أبناء المنطقة المشهورة بالزراعة والمعروفة ايضا بفقرها مائياً صاحبها وقوع العديد من الحوادث أبرزها دخول المياه لعدد من الأحياء السكنية ومحاصرتها للسكان في منازلهم خاصة سكان المناطق المنخفضة الواقعة عند سفوح الجبال.
كما شهدت الأمطار عدداً من الاحتجازات في الأودية والشعاب والمناطق القابلة لتجمع المسطحات المائية. الأهالي عاشوا تلك الليالي الماطرة وهم متخوفون من تكرار ما حدث قبل ما يزيد على اربعة اعوام عندما حاصرت المياه حي الفهد ودخلت المنازل ونجم عن تلك الأحداث عدد من الخسائر المادية والمعنوية وذلك نتيجة لارتفاع منسوب المياه في حينها دون وجود مشروع لدرء السيول او لتصريف مياه الامطار.
(الجزيرة) تابعت تلك الأمطار وما نجم عنها من احداث نظير قصور الجانب الخدمي في كثير من الأحياء السكنية ودخول المياه في عدد من المنازل في تلك الاحياء منها حي السويقطة وشعب رير وزور وادعة والحضن والموفجة والقابل.
هذه الأحياء التي وقعت في مصاب الأودية بات عدد ليس بالقليل من سكانها بالشوارع وعلى الأسطح لان منازلهم وحسب تعبيرهم لم تعد صالحة للسكنى ولكن قد تنفع للسباحة.
السويقطة تغرق
حي السويقطة بالقابل هو من ضمن الأحياء الأكثر تضرراً بسبب وقوعه في مجرى احد الشعاب دون وجود تصريف للمياه التي اقتحمت منازل الأهالي.
التقينا بأحد أصحاب تلك المنازل ويدعى صالح ناصر آل بالحارث الذي قال ان المياه غمرت منزله ومعظم منازل الحي الذي يقطنه اكثر من خمسمائة شخص واجبرت بعضهم على النوم على الاسطح او التوجه الى أقاربهم في احياء أخرى لان البيوت غمرتها المياه واحالتها إلى أحواض للاسماك.
وأضاف صالح اتصلنا بالدفاع المدني منذ الثانية ظهرا وحضروا بالفعل ولكنهم لم يبرحوا سياراتهم حتى السابعة مساء بعدها غادروا دون ان يعاينوا منازل الحي متحججين بقولهم انهم ليس لديهم اوامر بهذا الشيء رغم انه الجهة المسؤولة عن حصر خسائر سكان الحي التي اقتصرت على الجانب المادي حتى الآن. صالح ناصر بلحارث قال بدوره اننا تقدمنا بشكوى للبلدية منذ اربع سنوات إبان احداث حي الفهد لايجاد حل لمشكلة المياه التي تغمر الحي وبقية المعاملة في ادراج البلدية حتى الان دون ان يقوموا بأي إجراء لحل المشكلة وربما هم ينتظرون وقوع المشاكل ليبدؤوا بالتحرك من جديد في خطط الطوارئ التي ينتهجونها.
هناك عدد من الغرف في بعض المنازل على وشك الانهيار والكلام لبلحارث وقد رفعنا اصواتنا ولم يلتفت الينا احد ونحن نتمنى ألا تحصل الكارثة حتى يبدؤوا بالعمل لأنه وقتها لا جدوى من ذلك.
كارثة صحية
مياه الأمطار والسيول اختلطت بدورها مع مياه المجاري ومخلفات النفايات واحواش الأغنام مما يهدد بوضع صحي سيئ فيما لو بقيت تلك المياه دون تصريف وبوقت قياسي فتلك المياه أصبحت تشكل وباء قد يصيب أبناء المنطقة والأطفال بالتحديد الذين يلعبون في هذه المياه الآسنة.
ونتيجة الأمطار الغزيرة التي شهدتها المنطقة شهد شارع الملك عبدالعزيز عدداً من الحوادث حيث هبطت الطبقة الاسفلتية التي انشأتها البلدية حديثا مقابل الامارة ونجم عنها سقوط احدى الرافعات وإغلاق للشارع دام أكثر من خمس ساعات.
كما شهدت الشوارع الفرعية الأخرى عدداً من الاغلاقات والاحتجازات نتيجة تدفق مياه السيول من العبارات عبرها مشكلة مطبات مائية ومستنقعات في وسط الشوارع غير المستوية نجم عنه تعطل عدد من السيارات التي تقل بعضها العوائل والاطفال فيما وصلت بلاغات من الدوريات الامنية صباح الثلاثاء تفيد بوجود هبوط في كبري الحصينية على طريق الرياض مما استدعى ايقاف حركة السير عليه وتحويل مسار السيارات.
المياه تتلف المحاصيل الزراعية
ادى استمرار مياه الامطار الغزيرة الى اتلاف عدد من المحاصيل الزراعية التي كان من المفترض البدء في حصادها كالبر والحبوب وغمر عدد من مزارع الخضراوات في الجربة ورجلا ومزارع جنوب حي الخالدية المطلة على ضفاف وادي نجران.
ارتفاع منسوب مياه سد نجران
شهد منسوب المياه في سد وادي نجران ارتفاعا ملحوظا مما جعل إدارة السد تفتح احدى العيون لتخفيف منسوب تلك المياه وقامت باطلاق صفارات الانذار لتحذير المتنزهين والمتواجدين في مجرى السد للابتعاد.
ورغم كل التحذيرات التي وجهتها الجهات المسؤولة إلا ان بعض الاشخاص لم يلتفت اليها مما كاد يتسبب في غرقهم.
فقد انقذت فرق الدفاع المدني في حي القابل شخصين حاصرت السيول سيارتهما في مجرى السيل بالوادي. فقد نزل كل من مبارك محمد 27 عاماً وخالد جمعان 30 عاما للاستعراض بسيارتهما ورفضوا تحذيرات الدفاع المدني مما كاد يتسبب في غرقهما لو لا مشيئة الله.
ويواصل رجال الدفاع المدني متابعة تلك الأمطار وهم في وضع الاستعداد لأي طارئ حسب تصريحات مدير الدفاع المدني بنجران العميد حسين غرم الزهراني الذي قال: إن الدفاع المدني وضع فرق الانقاذ المائي والغواصين في حالة تأهب تام كما توجهت دوريات السلامة الى مكان الخطر وأماكن تجمع المياه والأودية التي بها سيول جارفة وذلك لغرض منع المواطنين من الاقتراب واجتياز الأودية.
وقد تم خلال سقوط الأمطار وتدفق السيول اخراج شخصين محتجزين داخل السيارة التابعة لشركة الكهرباء بحي اللجم كما تم اخراج شخصين هما محمد القحطاني ومسفر علي كردم من سيارتهما المحتجزة بوادي نجران.
كما تم تحريك عدد من الآليات الى حي السويقطة لتصريف تجمع المياه من داخل الحي ومساعدة المواطنين.
وفي حبونا اخرجت فرق الدفاع المدني خمسة اشخاص حاصرت المياه سياراتهم بينما تم انقاذ شخصين بمحافظة ثار من السيول دون ان يتعرضوا لأي أذى.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved