* الرياض - معاذ الجعوان:
بدأت مساء أمس الأول الثلاثاء الجلسة الأولى لمحاكمة المهندس سامي الحصين، حيث تم عرض جانب من القضية والاتهامات التي سيتوالى تقديمها على المحكمة بشكل يومي إلى حيث انتهاء الجلسات.
ومن جهته أشار الدكتور عبدالله علي القحطاني من الكلية التقنية بأبها إلى الأسلوب الغريب الذي استخدم للتضييق على المسلمين وخصوصاً السعوديين المغتربين للدراسة والطرق الغريبة لإلصاق التهم الملفقة التي يستوحى من خلالها أنها صحيحة.
وقال: لقد حضرت جلستين للأخ سامي - الأولى جلسة النظر أو السماع للتهم (الفيدرالية)، حيث استمعنا للتهم التي كانوا يريدون أن يقنعوا فيها القاضي - كانت كل التهم غريبة جداً وليست مباشرة يوهمون بأنها تدعم تهمتهم الأصلية فمثلاً: قيل: إنه وجد بأحد أجهزة الجامعة التي يستخدمها الأخ سامي آلاف الصور من بينها صور لبعض المواقع المهمة كمركز التجارة العالمي، هذه قد تبدو مقنعة للأشخاص العاديين أو غير المتخصصين - فوجود الصور أمر طبيعي جداً لجميع مستخدمي الإنترنت فأي موقع يتم الدخول عليه تخزن جميع محتوياته بالجهاز المستخدم بما فيها الصور والمواقع المهمة تجدها دائماً عند تصفح مئات المواقع الإخبارية، ثم إن الجهاز المستخدم عام ويستخدم من قبل مجموعة وقد رد أحد الشهود بذلك ولما سُئل المدعي العام هل تعرف ذلك أجاب بتلعثم: لا أعرف ولا يوجد لدي جهاز وسوف نرجع للمختص لدينا. بعض الناس غير المختصين قد ينخدع بذلك ويتوقَّع أنها تهمة حقيقية والمتهم مذنب ونقيس على هذا بقية التهم التي يحاولون أن يدعموا بعضها ببعض.
وأضاف: الجلسة الثانية (خاصة بالهجرة) وضعوا المحاكمة في قاعة صغيرة جداً ومنعونا جميعاً من الدخول نظراً لعدم وجود كراسي وكان مخططاً لها لكي يتم عزلها عن الجمهور مع أنها كانت عامة.
وقال: تغيرت علينا المعاملة في الأسواق والأماكن التي نذهب لها، فأصبح هناك مطالبة بالبطاقة الشخصية وتدقيق في جميع معاملاتنا، أحسسنا بالتفرقة العنصرية حين تميز أشكالنا وكل هذا ناتج عن الوقع الإعلامي الذي شوَّه صورة المسلمين.
أثيرت الشُّبه حول قسم الحاسب الآلي الذي يعد من الأقسام المتميزة في جامعات أمريكا في أمن الحاسبات والشبكات، حيث قيل: إنه يساعد على اختراق الأجهزة ومواقع الإنترنت ويوفر الخدمات اللازمة لذلك محاولة لدعم تهمهم، وقد تم الرد من بعض دكاترة القسم بأن ما يدرس خاص بأمن الحاسبات والشبكات.
ويقول الدكتور نبيل البلوشي رئيس النادي السعودي: أصبح العربي والمسلم يتعرض للكثير من المضايقات في أمريكا خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر حتى أن القاضية أوقفت إحدى جلسات المحاكمة بسبب أن زوجة المهندس سامي عدلت نقابها، وحقيقة أن الزائر لأمريكا لا يتمتع بأية حقوق!! فأين الحقوق الخاصة بالإنسان التي يطالبون بها؟!
ويضيف: هذه حقيقة فسامي لا يستطيع أن يصوم الاثنين والخميس وذلك لأنهم لا يوفرون له الوجبات، حيث إن للوجبات وقتاً معيناً إذا تجاوز وقتها سحبت، وقد حصل أن أغمي على سامي من شدة التعب والجوع ونقل للمستشفى بعد معاناة.وهناك في الزنزانة الإضاءة ضعيفة جداً وتقفل في وقت مبكر ومطلوب منه قراءة مواضيع كثيرة تمهيداً للمحاكمة مما أتعب نظره.. وأذكر أنه كان يطلب الذهاب للطبيب لفحص عينيه، ومما أذكره في ذلك الحين هو إحضار الكلب لتخويف زوجة المهندس (أم مهند) رغم علمهم أن الكلب نجس عند المسلمين وتظل أحياناً (أم مهند) بعد زيارة زوجها ساعة في الغرفة مغلقة عليها الأبواب بعد أن يؤخذ المهندس ويرجع لمكانه لأن الزيارة تتم عن طريق الهاتف ونافذة صغيرة في الوسط بين الغرفتين كل ما يحدث هو عملية مضايقة، فأين حقوق الإنسان التي يدّعونها؟!
ويشير الدكتور عبدالله المحيذيق إلى أنه لا يمكن أن يتفق شعب يبلغ تعداده قرابة 300 مليون على موقف واحد، ولكن غالباً ما يتأثر المواطن الأمريكي بشكل مباشر من وسائل الإعلام والتي يغلب عليها العداء للإسلام والضغط الصهيوني عليها.. ولكن هناك مواقف إيجابية من الشعب الأمريكي تستحق التوقف عندها، منها - على سبيل المثال لا الحصر- دعوتهم للمسلمين للحضور إلى مراكزهم ودور العبادة للتعريف بصورة الإسلام الصحيحة، زيارتهم للمسلمين في المراكز الإسلامية وتعاطفهم معهم، تضايقهم من تصرف حكومتهم ضد المسلمين وأمثلة أخرى.
أما موقف الحكومة الأمريكية فكان لها موقف سلبي ضد المسلمين بعد أحداث سبتمبر بدعوى حماية نفسها، وشرّعت ذلك باستخدام قانون جديد يطلق عليه قانون الدفاع الوطني Patriot Act بعد أحداث سبتمبر مباشرة، حيث يعنى هذا القانون بعدة انتهاكات لحقوق الإنسان- والتي كانت أمريكا تحاربها إلى وقت قريب- ومن ضمنها التصنت على المكالمات الهاتفية والرسائل الإلكترونية والتجسس على الحسابات المصرفية بالإضافة إلى أمور أخرى لا يتسع المجال لذكرها هنا، وكانت الفئة المستهدفة مباشرة من هذا القانون هي فئة المسلمين.
وسامي يعتبر أحد ضحايا الساحة السياسية الأمريكية وهذا ليس كلامي وإنما كلام المحامية التي صرحت بذلك يوم اعتقاله.. إن المتابع لقضية سامي منذ بدايتها يجد أن خبر اعتقال سامي ظهر على لسان وزير العدل الأمريكي بعد خبر اعتقال رئيس منظمة أمريكية مسلم لجمع تبرعات لفقراء العراق.
وأضاف: السيناريو الإعلامي الذي كانت ال FBI تخطط له كان يتطلب شخصية مسلمة ويفضل أن تحمل الجنسية السعودية لتكتمل الصورة لدى المشاهد الأمريكي وليس هناك أفضل من أن يكون طالب دكتوراه محترم في مجتمعه الذي يقيم فيه ليكون هو الضحية، فنجد أن تسلسل عرض خبر اعتقال سامي على لسان وزير العدل تحت عنوان (اكتشاف خلية إرهابية نائمة في ولاية ايداهو) وفي نفس السياق بعد خبر القبض على الذين يدعمون فقراء العراق، وكأن هذا الشاب السعودي هو جزء من القبض على هذه المنظمة.
وبالنسبة للتهم المنسوبة لسامي فيجب أولاً أن نفرق بين التهم والإدانة، فالتهم تكون من وجهة نظر المدعي العام ليدين بها المتهم، ولكن القاضي لا يدين المتهم بذلك حتى يسمع محامي الدفاع ورأي هيئة المحلفين في ذلك والمؤسف أن الغالبية أخذت هذه التهم وكأنها إدانة بالرغم من أن سامي رفض جميع التهم الموجهة إليه.. التهم كانت عبارة عن إحدى عشرة تهمة تتعلق بنظام الإقامة وما عداها فهي إشاعات يروجها رجال المباحث FBI لتتلقفها الصحافة وتقوم بنشرها لكي تؤدي دور التشويه الذي لا يمكن القانون أن يقوم به.التهم الإحدى عشرة عبارة عن خلاصة تهمتين، الأولى في تأشيرة الدخول وحُسبت سبع مرات بناء على دخول وخروج سامي للولايات المتحدة والأخرى أربع مرات حسبت في كل طلب تأشيرة دخول وتبقى هذه تهماً قام سامي بنفيها جميعاً، واستند رجال المباحث على هذه التهم لكي يقوموا بمهاجمة منزل الحصين في منتصف الليل على أمل أن يجدوا شيئاً في منزله أو سيارته لتتم إدانته فيما بعد إلا أنهم لم يجدوا شيئاً لديه نظراً لأنه بريء أصلاً مما كانوا يعتقدونه فيه ويتضح ذلك من إصدارهم لتهمتين مؤخراً لهما علاقة بالإرهاب ولكن القاضي رفض هذه التهم الشهر الماضي لعدم اكتفاء الأدلة.
|