صارت الحياة بالنسبة لبعض رجال الأعمال نمطاً يومياً مكرراً يبدأ في كل صباح وينتهي في كل مساء بنفس الروتين. تمر الأيام، وتنقضي الأعمار كيفما كتب عليهم وقدر، ويقضون ثلث حياتهم في النوم، وثلثها الثاني أمام التلفاز، والثلث الأخير في العمل ولكن لو حدث يوماً وانفرد أحدهم بنفسه وتأمل حقيقة حياته لاكتشف أنه يستحق قدراً أكبر من السعادة، وأنه يستطيع أن يضفي نمطاً ومعنىً جديداً على حياته الروتينية فكل إنسان بطبعه يريد أن يصبح أفضل، وأن يصبح مشهوراً، وما أسهل العالم إذا سارت الأمور فيه بهذه الطريقة، إلا أنه لحسن الحظ ليس كذلك. ذلك أن الفرص والنجاح العملي لا تأتي بسهولة كما يظن البعض منهم، فيه يفترض أن يعمل الطموح لصنع النجاحات وتسخيرها لخدمته. وقرار صنعها يعني أن يقف منها موقفاً مشرفاً لأن هناك من يهدر الفرص العملية السانحة حين ينظر إليها نظرة متعالية فوقية معتقداً بأن موقعه الاجتماعي لا يسمح له باستغلالها أو العمل بمستوياتها، وهناك من يتعجل الفرص قبل أوانها، فلا يعطيها التوقيت المناسب، وإذا ما أخطأ في التوقيت فقد يخسر كل شيء في اكتشافها واغتنامها لا في إفلاتها، وهناك من تمر عليه السنوات وهو ما زال منتظراً أن تسقط عليه الفرص في أحضانه أو فوق رأسه, بهذه الطرق التفكيرية الأولية قد لا يحرز هؤلاء خلال مراحل حياتهم العملية أي نجاح مهما أخلصوا في أعمالهم واستمروا فيها حتى ولو يعملوا في مكاتبهم عدة ساعات متواصلة، وهم بذلك يصلون إلى نهاية مشوارهم العملي دون تغير كبير يذكر في حياتهم العملية أو حياة أسرهم. والبدائل هنا تختصر إما في البحث عن فرص استثمارية مناسبة جديدة تلوح أمامه وتلبي تطلعاته الطموحة، وإما التفكير في اكتساب مهارات وخبرات لم يعرفها من قبل تساعد على تغيير النمط اليومي المتكرر. هذه المهارات قد تلفت إليه الأنظار، وقد تلفت نظره إلى علاقات جديدة. وغالباً ما تشبه العلاقات بالنبتات التي يبني من تلك العلاقات حياته العملية وذلك بتنميتها باستمرار حتى تشكل شبكة قوية من الناس حوله تساهم بفعالية في دعم مستقبله العملي.
وكثيراً ما يحرز النجاح أشخاص يتخذون موقفاً إيجابياً واضحاً تجاه واقعهم الذي يمكن أن نميزهم من أسلوبهم في إنجاز أعمالهم اليومية وبما يمتلكون من مواهب يتحلون بها ومن أمانة مع أنفسهم ومع المحيط الذي حولهم ،
ومبادئ النجاح في الحياة واحدة ولا تختلف الفعالية الإنسانية كثيراً من شخص إلى آخر.
|