* واشنطن الوكالات:
تكشفت المزيد من المعلومات عن إهمال كبير من قبل مسؤولو الإدارة الأمريكية لتحذيرات عديدة تم توجيهها إليهم قبل اعتداءات سبتمبر لكنهم أحجموا عن التعامل بجدية معها، وبينما فضَّل وزير العدل الأمريكي إلقاء اللوم فيما حدث في 11 سبتمبر على إدارة بيل كلينتون السابقة على الإدارة الحالية برئاسة جورج بوش فإن بوش اعترف بأن تلك الهجمات لقَّنت الولايات المتحدة درساً بالغ الأهمية.
وقال الرئيس الأمريكي في مؤتمر صحفي أذاعته شبكات التليفزيون بالبث المباشر في ذروة وقت المشاهدة المسائية مساء الثلاثاء إن هجمات 11 أيلول - سبتمبر عام 2001 لقَّنت الولايات المتحدة درساًَ هو ضرورة مواجهة أي (خطر تتجمع نذره) وهو ما كان ضمن دوافعه لغزو العراق والإطاحة برئيسه السابق صدام حسين. وقال بوش إن بلاده (يجب أن تتحول إلى الهجوم وأن تستمر في الهجوم) في الحرب على الإرهاب. وأضاف (من أجل تأمين بلادنا علينا أن نبذل كل ما في طاقتنا للعثور على هؤلاء القتلة وتقديمهم إلى العدالة، قبل أن يؤذونا مرة أخرى. أخشى أنهم يريدون إلحاق الأذى بنا مرة أخرى).وقال بوش الذي تعرض لضغوط شديدة في الأسابيع الماضية بعد تزايد العنف في العراق ومحاولات لجنة التحقيق في أحداث أيلول - سبتمبر لتفسير فشل الحكومة الأمريكية في الفترة السابقة على الهجمات إنه يتمنى لو أن إدارته اتخذت قرارات تختلف عما اتخذته في ذلك الوقت.
وقال الرئيس الأمريكي رداً على سؤال عن مذكرة رفعت إلى الرئاسة في السادس من آب - أغسطس عام 2001 قبل خمسة أسابيع من الهجمات عنوانها (ابن لادن مصمم على شن هجمات داخل الولايات المتحدة) إن تلك المذكرة كانت تحتوي على معلومات (تاريخية في الأساس). وكانت تلك المذكرة محوراً مهماً للتحقيقات الجارية حالياً لتحديد أسلوب إدارة بوش وإدارة الرئيس السابق بيل كلينتون في مواجهة تزايد خطر الإرهاب قبل أيلول - سبتمبر عام 2001.وقال بوش في المؤتمر الصحفي (لو كانت لديّ أي فكرة عن أن هناك من سيقودون طائرات ويصطدموا بها في مبان لكنا قلبنا الأرض والسماء رأساً على عقب لحماية البلاد).
وكانت لجنة التحقيقات في أحداث 11 أيلول - سبتمبر قد ذكرت في تقرير جديد أصدرته أن مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.أي) فشل في التعامل مع الخطر المتزايد للإرهاب. إلى ذلك قال بيان صادر عن اللجنة القومية الأمريكية للتحقيق في هجمات سبتمبر ان مسؤولين أمريكيين كبار تلقوا سلسلة من التقارير الاستخباراتية في الأشهر السابقة على هجمات 11 من سبتمبر - أيلول قالت إن أسامة بن لادن يبدو انه يعد لشن هجوم كبير. وقال بيان صادر عن اللجنة القومية للتحقيق في الهجمات الإرهابية على الولايات المتحدة يوم الثلاثاء ان تقرير الاستخبارات الذي يحمل عنوان (ابن لان عازم على الضرب داخل الولايات المتحدة) ونشره البيت الأبيض في وقت سابق لم يكن سوى واحد من عدد كبير من التقارير سميت بتقديرات المخاطر. وقال البيان (إيقاع التحذير للتقارير تزايد) في أبريل - نيسان ومايو - ايار عام 2001 ووصلت التقارير المحذرة (ذروة أعلى من الإلحاحية) في يونيو - حزيران ويوليو - تموز.وفيما يلي قائمة بنماذج التقارير التي قدِّمت إلى مسؤولين كبار بين أبريل - نيسان ويوليو - تموز عام 2001 التي ذكرت عناوينها في بيان اللجنة: (ابن لادن يخطط لعمليات متعددة) (التحليل العام لشخصية ابن لادن قد ينذر بهجوم) (خطط تنظيم ابن لادن تسير قدماً) (خطط ابن لادن حقيقية) (ابن لادن يخطط لهجمات لافتة للانتباه). ونقل البيان أيضا عن جورج تينيت المدير العام لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية أنه قال إن الرئيس جورج بوش ومسؤولين آخرين أدركوا الأهمية العاجلة لما أخبروا به. وتساءل الديمقراطيون في اللجنة هل كان بوسع بوش أن يفعل أكثر مما فعل لمنع الهجمات بناءً على التحذيرات التي تلقاها إلا أن مسؤولي الإدارة قالوا: إن المعلومات كانت غامضة بما لا يتيح معرفة أن هجوماً مثل عمليات خطف الطائرات الانتحارية في نيويورك وواشنطن ستقع.
إلى ذلك اتهم وزير العدل الأمريكي جون اشكروفت إدارة كلينتون يوم الثلاثاء بأنها (تعامت) عن الإرهاب حوالي عشر سنوات قبل اعتداءات 11 أيلول - سبتمبر 2001، رافضاً بقوة الانتقادات الموجهة إلى إدارة بوش وإليه شخصياً.وأكد اشكروفت في إفادته العلنية وتحت القسم أمام اللجنة المستقلة المكلفة توضيح ملابسات تلك الاعتداءات إن (الأمر المهم بالنسبة إلى 11 أيلول - سبتمبر هو أننا لم نكن نعرف أن هجوماً يتم الإعداد له لأن حكومتنا بقيت طوال نحو عشر سنوات متعامية عن أعدائها).
|