* واشنطن - غزه - الوكالات:
اعترف الرئيس الامريكي جورج بوش ضمنياً امس الاربعاء بمطالبة اسرائيل بالاحتفاظ ببعض المستوطنات في الضفة الغربية وايد خطة الانسحاب من قطاع غزة في تحول تاريخي في السياسة الامريكية ادانه الفلسطينيون على الفور.
ومن شأن تأييد بوش لرئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون ان يلقى استحسان الناخبين المحافظين واليهود في انتخابات الرئاسة الامريكية الا ان من المرجح ان يؤجج الغضب في العالم العربي ويزيد من تعقيد جهود احلال الاستقرار في العراق.
وفي مؤتمر صحفي مشترك في البيت الأبيض مع شارون قال بوش في ضوء الوقائع الجديدة على الارض بما في ذلك المراكز السكانية الاسرائيلية الكبيرة الموجودة بالفعل من غير المعقول توقع ان تكون نتيجة مفاوضات الوضع النهائي هي العودة بشكل كامل وتام الى خطوط الهدنة لعام 1949
وتمثل تصريحات بوش تحولاً عن السياسة التي اتبعتها الولايات المتحدة على مدى عشرات السنين والتي كانت تعتبر المستوطنات الاسرائيلية عقبة في سبيل السلام وقد قوبلت بغضب من المسؤولين الفلسطينيين.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع للصحفيين في منزله بالضفة الغربية: ان بوش هو اول رئيس امريكي يضفي شرعية على المستوطنات اليهودية في الاراضي الفلسطينية وان الفلسطينيين يرفضون هذا ولن يقبلوه.
ومن شأن تصريحات بوش والخطابات التي تبادلها مع شارون ان تساعد رئيس الوزراء الاسرائيلي كثيراً في تنفيذ خطته الخاصة بالانسحاب من 21 مستوطنة يهودية في غزة واربع مستوطنات اخرى في الضفة الغربية من خلال تصويت ملزم لحزب الليكود اليميني الذي يتزعمه في الثاني من مايو ايار المقبل.
وفيما يتعلق بخطة الانسحاب من غزة قال بوش هذه خطوات تاريخية وشجاعة' مضيفا 'اذا شاءت كل الاطراف ان تنتهز هذه الفرصة فبمقدورها ان تفتح الباب امام تحقيق تقدم ووضع نهاية لاحد اطول الصراعات في العالم.
ونفى بوش ايضاً فيما يبدو اي حق للاجئين الفلسطينيين في العودة الى ما يعرف الآن باسرائيل. وقال انه سيتعين التوصل إلى حل لمحنتهم من خلال اقامة دولة فلسطينية وتوطين اللاجئين الفلسطينيين فيها وليس في اسرائيل.
وقال شارون لبوش وعلى وجهه ابتسامة عريضة: لقد شجعني ردكم الايجابي ودعمكم لخطتي.
واضاف وفي هذا الاطار سلمتموني خطاباً يتضمن تصريحاً بالغ الاهمية فيما يتعلق بأمن اسرائيل ورفاهها كدولة يهودية.
وبعد التصريحات قال المسؤول الفلسطيني الكبير ياسر عبد ربه في رام الله ان بوش وشارون يحاول كل منهما ان يحمي المستقبل السياسي للآخر الا انهما يعرضان المستقبل السياسي لاسرائيل وللفلسطينيين وللمنطقة باسرها للخطر.
وزرعت اسرائيل نحو 120 مستوطنة في الضفة الغربية منذ ان احتلتها مع قطاع غزة في حرب عام 1967
وقبل ساعات من لقاء بوش وشارون اصدر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات نداء ناشد فيه الادارة الامريكية عدم منح شارون اي ضمانات من شأنها القضاء على خارطة الطريق التي تدعمها الولايات المتحدة وتنص على اقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل.
وشعر الفلسطينيون بغضب شديد يوم الاثنين بعدما اعلن شارون عزمه على التمسك بالمستوطنات الكبيرة في الضفة الغربية مما زاد مخاوفهم من ان تكون خطة الانسحاب من غزة مجرد ذريعة لابتلاع بعض اراضي الضفة الغربية.
وترفض اسرائيل والولايات المتحدة التفاوض مع عرفات زاعمتين انه يحرض على العنف وهو ما ينفيه عرفات.
وفي الضفة الغربية نحو 230 الف مستوطن اضافة الى 2.3مليون فلسطيني بينما يقيم في غزة 1.3 مليون فلسطيني و7500 مستوطن يعيشون في جيوب استيطانية متفرقة.
|