* بغداد - النجف - الوكالات:
حرك الجيش الأمريكي قوات (كبيرة) إلى مدينة النجف استعدادا لشن هجوم محتمل لاستعادة المدينة من أنصار مقتدى الصدر وأسر أو قتل زعيمهم.
وقال البريجادير جنرال مارك كيميت نائب مدير العمليات بالقوات الأمريكية في العراق: إن القوة التي يجري حشدها ستستخدم في عمليات تتراوح بين خوض قتال وتقديم مساعدات إنسانية.
وقال كيميت في مؤتمر صحفي عندما سئل بشأن حشد قوة حول النجف حيث يعتقد أن الزعيم الشيعي مقتدى الصدر يتحصن (من الواضح أننا نعيد توزيع مواقع القوات في هذا البلد حيث هناك حاجة لها). (وقال كيميت بشأن القوة التي يجري حشدها حول النجف)..القوة التي يجري حشدها في المنطقة قوية ومنضبطة وستكون قادرة على القيام بمجموعة واسعة من العمليات العسكرية التي قد تتراوح بين العمليات القتالية الكاملة..وبين الأنشطة الإنسانية.
من جهة أخرى قال ممثل عراقي عينه مقتدى الصدر أمس الأربعاء: إن الصدر طلب منه عرض عدد من مقترحات السلام على مسؤولين أمريكيين.
وهب أنصار الصدر في وجه قوات الاحتلال التي تقودها الولايات المتحدة في العراق في جنوب ووسط البلاد.
وفي بغداد قال عبد الكريم العنزي الذي عينه الصدر مبعوثا له (السيد مقتدى طرح مقترحات إيجابية لإنهاء هذه الأزمة. ورفض الكشف عن تفاصيل المقترحات.
واستطرد العنزي قائلا: إن الصدر يدرك أن المواجهة المسلحة (ليست في صالح أحد).
وشن الصدر انتفاضة في وقت سابق من الشهر الحالي من خلال الاستعانة بميليشياته التي تعرف باسم جيش المهدي التي يقدر قوامها بنحو خمسة آلاف رجل.
واستولت الميليشيات على مبان حكومية ومراكز شرطة في الضواحي الشيعية في بغداد وعدة مدن وبلدات في انحاء الجنوب الذي يهيمن عليه الشيعة. وقال كيميت (في الوقت الراهن نرى تهديدا خطيرا في منطقة النجف اسمه مقتدى الصدر وميليشياته).
وقال متحدث باسم الصدر في النجف إنه إذا دخلت القوات الأمريكية المدينة فإنها ستثير أعمال عنف حاشدة في أنحاء العراق. وقال قيس الخزعلي المتحدث باسم الصدر في مؤتمر صحفي إنه إذا مست القوات الأمريكية مقتدى الصدر فإنه ستنشأ أزمة وإنها في الوقت الراهن تواجه انتفاضة لكن اذا ألحقت به ضررا فإن (ثورة حاشدة( ستندلع في أنحاء العراق وسيتحولون إلى قنبلة موقوتة.
لكن وفدا من رجال الدين الشيعة اجتمع مع الصدر قال إنه لمح إلى أنه سيحل ميليشياته إذا أصدرت السلطات الدينية تعليمات إليه بذلك. وأكد مقتدى الصدر أنه مستعد للتضحية بنفسه من أجل الشعب العراقي.
وأضاف في مقابلة خص بها وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) (إنني مستعد للتضحية والفداء في سبيل الشعب العراقي الصابر المجاهد وتحرير بلادي من رجس الاحتلال الأمريكي الحاقد).
ودعا الصدر في المقابلة التي جرت مع مراسل الوكالة في الصحن الحيدري (ضريح الإمام علي) في مدينة النجف العراقيين (إلى مواصلة جهادهم وتحركهم البطولي حتى لو قتلت أو اعتقلت.
وأضاف (لا أخشى التهديدات الأمريكية بقتلي أو اعتقالي لأن هذا هو خطي الوطني الذي تعلمته من آبائي وأجدادي). وأشار إلى أن هناك مفاوضات تجري عبر المرجعية الدينية والأحزاب العراقية و(ليس مع الاحتلال لأني لا أفاوض المحتلين الذين يقتلون أبناء شعبي ويريقون الدماء ويعتقلون الرموز الدينية).
ولكنه أضاف إن الأبواب مفتوحة ومشرعة أمام كل الخيرين لإيجاد مسعى لإنهاء هذه الأزمة المفتعلة. وقال (إن مطالبنا الأساسية هي تحرير النجف من براثن الاحتلال وخروجهم منها بسرعة).
ونفى الأنباء التي ترددت عن احتمال لجوئه لإيران قائلا (هذا الموضوع لن يحصل وسأقاتل في بلادي). وكانت المرجعية الشيعية في النجف تدخلت خلال الايام الماضية من أجل الوصول إلى تسوية لتجنب تجدد المواجهات بين قوات التحالف وميليشيات الزعيم الشيعي مقتدى الصدر في مدن الجنوب.
وأكد مصدر في مكتب آية الله العظمى علي السيستاني لمراسل وكالة الأنباء الألمانية في المدينة (إن المراجع الدينية الأربعة أرسلوا موفدين لمقتدى الصدر ليبحثوا معه وسائل حل الأزمة).
والمراجع الشيعية الأربعة هم علي السيستاني وبشير النجفي وعلي السبزواري ومهدي القصيفي. وأضاف المصدر الذي طلب عدم الإفصاح عن اسمه (تم الاتفاق على تعيين مندوب من خارج مجلس الحكم الانتقالي لإجراء الوساطة الرامية لحل النزاع.)
وأشار المصدر إلى أن الوفد التفاوضي يعمل حاليا للحصول على ضمانات واضحة من القوات الأمريكية تقضي بعدم التعرض لمقتدى الصدر وتأجيل تنفيذ الإجراءات القانونية المتعلقة بقضية مقتل السيد الخوئي لحين تسليم السلطة في 30 حزيران (يونيو) المقبل.
|