هذا هو عنوان كتاب صدر للأستاذ حمد القاضي رئيس تحرير المجلة العربية وعضو مجلس الشورى، والذي تكرم بإهدائي نسخة منه ويقع في 112 صفحة ويحمل في تضاعيفه موضوعات حيوية ودلالات عميقة ومعان هامة ورؤية الفكر الآخر حول سماحة الإسلام وانفتاح وطننا وبخاصة بعد الحملات الظالمة التي توجه نحو وطننا وثوابتنا ووحدتنا حيث تناول جانباً مهماً في كتابه هذا - وقد أهدي الكتاب لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية الذي تفضل بكتابة مقدمة الكتاب ومما جاء في تلك المقدمة( إن هذا الكتاب - على اختصاره - نأمل أن يكون مساهمة مباركة في دفع التهم التي طالت بلادنا وأبناءها) من أقوال سموه في المقدمة قوله (الحوار فضيلة ليس مع الآخرين البعيدين فقط بل ومع الأقربين، إنه فضيلة آمن بها الإسلام ودعا إليها وحث عليها رسول الإسلام عليه أفضل الصلاة والسلام) وقوله (لعل هذا الكتاب الذي ألفه الأخ حمد القاضي في إطار محاولته ورؤيته لفكر الآخر البعيد وفكر الآخر القريب أن يسهم في تعزيز منهجية الحوار المستنير).
ويقول سموه: إني أدعو لقراءة هذا الكتاب وبخاصة الآباء والمربين أتوق أن يحثوا أبناءهم وطلابهم على قراءته وقراءة كل كتاب يكشف سماحة الإسلام بوعي وعلم.
ولقد اشتمل الكتاب على الموضوعات التالية:
- إضاءة بين يدي هذه الرؤية.
- المسلمون والأحداث الأخيرة.
- نماذج من هذه التهم.
- بين التدين والتطرف.
- من الداخل تبدأ الخطوة الحاسمة لجلاء الصورة.
- الإسلام والتعددية.
- سماحة الإسلام.
- الإسلام واحترام الإنسان.
- نماذج من سماحة علماء الإسلام.
- مناهجنا المتهمة البريئة.
- العمل الخيري الإسلامي والاتهام بالإرهاب.
- اتهام الإسلام بتهميش المرأة المسلمة.
- بعض الآليات لتصحيح صورة الإسلام والمسلمين.
وقد صدر الكتاب بآية قرآنية تدل على سماحة ديننا الإسلامي ودعوته إلى التعايش مع المخالف لنا في الدين والعقيدة ما لم يكن محارباً لنا وفي المقدمة الضافية للكتاب أشار الأستاذ حمد القاضي قائلاً منذ تداعيات الحادي عشر من سبتمبر وصورة وطني وأمتي تشغلني كما تشغل الغيورين من أبناء هذا الوطن كما يرى (أن خطابنا الإعلامي في عالمنا العربي والإسلامي لم يرق إلى مستوى هذا التحدي الذي واجهنا أو بالأحرى جابهنا به الإعلام الغربي في تشويه ديننا وهويتنا في أكثر الأحيان، وجهلاً آونة أخرى وقد كان لذلك أبلغ الضرر على الإنسان العربي والمسلم من قبل ذلك وبعده كان له شديد الأثر على تشكيل الرأي العام في الخارج نحونا ثم يقول من هذا جاءت هذه الرؤية إسهاماً في طريق تصحيح هذه الصورة ومواجهة تلك الصورة التي رسمها ذلك الإعلام.
وقد حرص المؤلف في نقاشه وعرضه الهادئ الرصين عبر سطوره مناقشة عدد من التهم الموجهة لبلادنا وديننا الإسلامي بنوع من الحوار العقلاني المبني على أساس متين من الأدلة والبراهين التي تدحض تلك التهم كما قدم بعض الآليات العملية لمواجهة تلك التهم وذمها وجعل تلك الآليات لتصحيح صورة الإسلام والمسلمين كختام لكتابه ليكون ثمرة يجنيها القارئ في ختام قراءته لصفحات الكتاب.
وختم المقدمة قائلاً: إنني بقدر ما أقدم هذه الرؤية للآخر الذي يكيل لنا التهم فإنني في الوقت ذاته أقدمها لأبناء أمتي وبخاصة المعنيين برد هذه التهم ودفعها سواء كانوا في موقع القرار أو ميدان التعليم أو الدعوة والإعلام.
وفي الختام تحية للمؤلف على هذا السفر القيم والذي بذل فيه جهداً واضحاً في تصنيف الكتاب وعرض فصوله بأسلوبه الأدبي السائغ. حيث يجد القارئ بين ثناياه ومن خلال مضامينه موضوعات حيوية مهمة حيث احتوت على مناقشة عدد من القضايا المهمة تناولها بأسلوب جلى هذه الموضوعات بطريقة إيجابية رصينة تحليلية.
فبارك الله في جهوده وحقق الله آمال المؤلف في إعطاء المزيد من عنده من أفكار ورؤى وعطاء فكري في معالجة قضايا الواقع المعاصر واستشراق أفاق المستقبل على ضوء تلك المعطيات فالمؤلف واحد من الكتاب الذين لهم في الساحة الثقافية والفكرية إسهامات بارزة في إثرائها بالكلمة الصادقة ذات البعد الوطني.
حفظ الله بلادنا وزادها أمناً وارفاً ونماء ورقياً وازدهاراً. والله نسأل ان يسدد خطانا جميعا لما فيه الخير وحسن العطاء وأن يوفق كل مثقف يعي مسؤوليته ورسالته ويوظف معرفته لخدمة بلاده ووطنه وعقيدته وأبناء مجتمعه وأن نكون كما أمرنا الله خير أمة أخرجت للناس. هذا وبالله التوفيق.
عبدالله بن حمد الحقيل (*)
(*) الأمين العام السابق لدارة الملك عبدالعزيز |