لا بد من غلق المسارح التي تقدم فناً هابطاً لأنه يضر بثقافة المجتمع وبالذوق العام هذا باختصار ما أسفرت عنه ندوة أقيمت مؤخراً في القاهرة تحت عنوان (المسرح بين الحرية والالتزام).. رئيس البيت الفني الدكتور أحمد أبو طالب طالب أيضا بتثقيف الفنان لنفسه لأن الثقافة الرفيعة تسهم في محاربة سلبيات المجتمع.. وهذا الكلام الجميل سيبقى كلاماً ما دامت اللعبة تستقر خيوطها في أيدي منتجي وتجار الأفلام والمسلسلات والعروض المسرحية (غير المثقفين) وما دام الكثير من الفنانين في المسرح أو غيره لا يعرفون من الثقافة إلا عنوانها.غالباً ما ينكشف الكثير من الفنانين في مقابلاتهم التلفزيونية فيهربون إلى التهريج بدعوى التبسط في الحديث ويرد على الأسئلة بأجوبة لا تتناسب مع الموقف الذي هو فيه، والفنانون هنا ليسوا ملومين أو لا يقع عليهم اللوم الكامل لأن الفنان أصبحت تسعيرته تقاس بمدى قدرته على التهريج بل وقدرته على تجاوز حدود اللياقة والأدب دون اعتبار لموهبته ومدى مساهمته في خدمة المجتمع وتطوعه للترفيه عن المستحقين من الأيتام ونزلاء المستشفيات ولا مساهمته في توعية المجتمع ومشاركته في المناسبات الوطنية وغيرها. في دول غربية كثيرة يساهم الفنانون في قيادة الرأي العام إذا طرأت ظاهرة تحتاج إلى التصدي لها ويقومون أيضا بدعم المؤسسات التي تعالج السرطان أو تكافح الفقر أو ترعى المشردين من خلال تبنيهم لقضية اجتماعية أو وطنية ما في الوطن العربي من لديه مثل هذا الالتزام!! الفرق واضح بين الفنان هنا وهناك والسبب قلة الوعي وضحالة الثقافة وأحياناً قلة القيمة للفن !! لذا تجد الفنان يبقي نفسه داخل إطار الشاشة ربما حماية له من المواجهة التي قد تكشف ضحالة فكره وثقافته على خشبة المسرح.لنفتح أيدينا الآن ولنعد على أصابعها العشر كم هم الفنانون المثقفون الذين يمكن ان تستدعي أسماءهم الذاكرة! أعتقد ان العدد في أحسن الأحوال لن يتجاوز بعض أصابع يد واحدة!! ما حصل في الندوة وبعدها من تظاهرة تأييداً للمحاضرين ربما كان بسبب ما عاناه الجمهور من تسفيه القيم وتقديم الإسفاف على انه مسرح من قبل بعض الفنانين، هذا الكلام يمكن تعميمه على كل الفنانين كل في مجاله فالفنان بلا ثقافة يصبح أحد مسببات هدم المجتمع وذلك بالنظر إلى ما له من حضور ولمعان إعلامي، الفن مهما كان نوعه يقاس بمدى نفعه للمجتمع وبمدى قدرته على تطوير الذوق العام ومساهمته في زيادة الوعي والثقافة، إذا انحرف الفن عن ذلك صار ضرراً مباشراً على المجتمع وقيمه وتماسكه.
الشاخص ومشكلة الجمرات
المشكلة السنوية التي تحدث عند الجمرات تسبب حزناً عميقاً لدى المسلمين، وهي تحدث رغم الاستعدادات التي تفوق الوصف من قبل الجهات المختصة في المملكة والتي تحرص على سلامة وراحة الحجاج ولقد تطرق الكثير من الصحفيين والقراء لحلول لهذه المشكلة إلا أن جميع ما قرأته للأسف لم يتطرق للمشكلة الأساسية وراء الكارثة السنوية ألا وهي (الشاخص) وهو عمود خرساني صغير يتوسط حوض الرمي وأغلب الحجاج يصر على محاولة إصابة الشاخص لاعتقادهم انه أفضل من الرمي في الحوض وهذا يجعل الحاج يمكث أطول مما يجب ويجعله أيضا يركز كثيراً في الرمي لكي يصيب الشاخص ونتيجة لذلك يطول الوقت وينتج عن ذلك الزحام الشديد، ويمكن الاستعاضة عن الشاخص بشكل هندسي آخر يمكّن الحاج من الرمي من مسافة أبعد وهو متأكد انه رمى في الحوض.. أعتقد ان ذلك سوف يساهم في حل المشكلة.. هذا ما جاء في رسالة الأستاذ قليل الغامدي عن مشكلة الزحام في الجمرات نقلته كما أرسله لي.
|