هكذا هي (الصورة) تزول (لحظة) ميلادها وتكسب هي قيمة (البقاء) لتحرك ما سكن في عالم (النسيان)، بل إن (الصورة) الصادقة تحترف صناعة المواجهة، وتضع المشاهد على خط (النار)، عندما تُعيد الإنسان إلى ما نسيه أو كاد أن ينساه بفعل الطوابير الطويلة من الأحداث والمآسي المتكررة، هذا شيء مما ثار في (داخلي)، عندما شاهدت (صورة)، تحاور ما بقي من مأساة (العراق)، من خلال تعليق يقول: (عراقيات يحملن أمتعتهن على ظهور دواب وسط عاصفة رملية في مدينة السماوة)، تأمل مفردات: المأساة، نساء، أمتعة، دواب.. رحيل، كل ذلك كان ممزوجاً بعاصفة رملية، ليرسم (مأساة) الشعوب التي انتهكتها (أنظمة) الاستبداد والطغيان، ولم يبق منها إلاّ محاولة عجلى لجمع ما بقي من (المتاع) المنسي على ظهور (دواب) نجت من (الحرب)، لكنها لم تفلح من الهروب من (العاصفة) التي تؤكد أن (النهاية) للظلم هو (الإنسان) وأن لوحة (الرحيل) هي (الأبقى) في معرض المأساة التي يعيشها (الإنسان العربي) في ظل (أنظمة) نشأت وترعرعت عندما احترف (العقل) الغياب، وليس غير (الغياب)، سبب في تلاشي (المبادئ) في زمن الصورة المقلوبة من أجل الشعوب المظلومة، والله المستعان.
|