في مثل هذا اليوم 14 أبريل من عام 1986، شنت الولايات المتحدة هجوماً جوياً على ليبيا متهمة إياها بتدبير عمليات إرهابية ضد جنود ومدنيين أمريكيين. وقد بدأت الهجوم الجوي حوالي الساعة الثانية صباحاً بتوقيت ليبيا، حيث انطلقت أكثر من 100 طائرة تابعة للقوات الجوية والبحرية الأمريكية من قواعدها بالبحر المتوسط وانجلترا، لتضرب 5 مواقع عسكرية وبعض المراكز الأخرى، بما في ذلك مقر إقامة الرئيس الليبي معمر القذافي.
فحسب الادعاءات الأمريكية، قامت الحكومة الليبية في فترة السبعينات والثمانينات بتمويل العديد من الجماعات والمنظمات المناهضة للولايات المتحدة وبريطانيا في مختلف أنحاء العالم، ومنها: جماعات فلسطينية، والمتمردون المسلمون بالفلبين، والجيش الجمهوري الايرلندي، ومنظمة الفهود السوداء.
وبناء على هذه الاتهامات قامت الولايات المتحدة بفرض عقوبات اقتصادية على ليبيا وتجميد أموالها المودعة في البنوك الامريكية.
وفي عام 1981، فتحت ليبيا النيران على مقاتلة أمريكية لدى مرورها فوق خليج سرت الليبي. وفي عام 1985، قتل 5 مدنيين أمريكيين في هجومين إرهابيين، اتهمت ليبيا بتدبيرهما، بمطاري روما و فيينا. وفي 1986، اشتبكت القوات الأمريكية والليبية في خليج سرت، مما أدى إلى غرق 4 سفن ليبية. و في 5 أبريل من نفس العام، اتهمت ليبيا مجدداً بتفجير قاعة للرقص يرتادها الجنود الأمريكيون بألمانيا الغربية، مما أدى إلى مقتل جندي امريكي و سيدة تركية، بينما اصيب أكثر من 200 فرد من بينهم 50 جندياً أمريكياً.
وفي 14 أبريل، قامت الولايات المتحدة بتنفيذ ضربات جوية درامية على طرابلس وبنغازي، و نجحت الضربات الأمريكية في إصابة الأهداف المحددة، فدمرت ثلاث ثكنات عسكرية والمعدات الحربية بمطار بنغازي .كما قتلت ابنة الرئيس القذافي بالتبني - 15 شهراً - وإصابة ولديه. كما دمرت العديد من المباني الحكومية و قتلت 15 مدنياً ليبياً، بالاضافة إلى اصابة السفارة الفرنسية.وفي عام 1988، اتهمت ليبيا بتفجير طائرة بان أمريكان من طراز بوينج 747 فوق مدينة لوكربي الاسكتلندية، مما أدى إلى مقتل جميع ركابها و طاقم الطائرة البالغ عددهم 259 شخصاً، إلى جانب 11 شخصاً آخر سحقتهم الطائرة عند سقوطها على الأرض.
في عام 1999، حاول القذافي الخروج ببلاده من عزلتها الدولية وقام بتسليم اثنين من المشتبه بهم في هذا الحادث إلى الغرب. لذلك، قامت أوروبا برفع العقوبات الاقتصادية عن ليبيا.
|