اطلعت على مقالة عبدالله الكثيري في شاطئ عبر شواطئ القلوب بتاريخ 12-12- 1425هـ تحت عنوان (آه من الناموس) وبرغم إشفاق العديد من القراء وتعاطفهم معك إلا إنني أغبطك فأنت لم تنم من لسعات الناموس ولكن كيف حال من لم ينم من لسعات البشر والتي هي أخطر من لسعات الناموس ولدغ الثعابين! وكيف حال من لم ينم من لسعات فاتورة الكهرباء أو الهاتف أو أقساط السيارة أو إيجار البيت.. فلا هم إلا هم الدين وكما يقال: كل على همه سرى فلا تبتئس يا أخي وأستاذي عبدالله فأنت في زمن اللسعات واللدغات والهم والغم فالحياة أصبحت ساحة حرب وهناك علاقة بين الهم والناموس فهل هناك علاقة بين الصحفي والناموس؟ أجزم أن هناك علاقة فهناك من يكون كالناموس يشغل الجميع بطنينه يعني شفوني ومنهم من يلسع لمجرد اللسع فهو ليس جائعاً ولكنه أدمن اللسع فشعاره خالف تعرف وهناك من يلسع ليلامس قضية ويعالج جرحاً فقلمه كمشرط الجراح يجرح ليداوي ويبدو أن ناموس الرياض متخصص ويحمل شهادة الدكتوراه في اللسع مع مرتبة الشرف الأولى وأتفق مع الكاتب أن الناموس أصبح أكثر تقنية وفكراً ودهاء من بني البشر فقد أصبح ينوع من تكتيكاته الحربية فقد كان من قبل أن يلسع نراه أو نسمع طنينه فندافع عن أنفسنا أما الآن فأصبح مثل طائرة الشبح تلسع وتولى هاربة فرحة بإنجازها تاركة لنا الألم والضيق والقلق والاكتئاب والحساسية والملاريا فمن أمن العقوبة أساء الأدب والقوة تغري بالتجبر والتسلط وكان الله في عون من هم بجانب المجاري فسيكون ناموسهم (خريج مجاري نووي) ومن نوع خاص ولسعاته نارية كيماوية تشتعل في الجسد كما تشتعل النار في الهشيم فعلاً لقد غزا الناموس كل أرجاء العاصمة الحبيبة فلماذا لا تغزونا جحافل الناموس والمجاري تجري في شوارعنا دون رقيب او حسيب؟ والعديد من شوارع الرياض لا تستطيع ان تمر منها مروراً سريعاً ولو بواسطة السيارة إلا وانت ترتدي الكمامات فالناموس وجد المناخ والجو والأمان وسيصيف لدينا وها نحن في فصل الربيع وهو مشمر عن ساعديه فأين دور الأمانة الأم ودور البلديات أليست جهات مسئولة فلابد أن تشمر عن سواعدها وتبيد جحافل البعوض ولماذا تغط في سبات عميق فهي لا ترى ولا تسمع ولا تتكلم وآه منهم إننا نصرخ معك ولكن نقول كما قال الشاعر:
لقد أسمعت لو ناديت حياً
ولكن لا حياة لمن تنادي،
ولو ناراً نفخت بها أضاءت
ولكن انت تنفخ في رماد |
فيا أيها الأعزاء أيهما أكثر كلفة رش الشوارع بالمبيدات أو كلفة علاج المصابين في المستشفيات من لسعات البعوض وما ينقله من الأمراض؟ أيها العقلاء إن درهم وقاية خير من قنطار علاج فلابد من ردم البرك والمستنقعات وإيقاف الأنهار الجارية المتدفقة من المنازل والتي أصبحت تزكم الأنوف ولابد من تنظيف الحاويات يومياً فهذه الحاويات الكيماوية أصبحت تنذر بكارثة بيئية فقد أصبحت أماكن لتوالد الحشرات فالحشرات تنقل الأمراض والقضية بحاجة لوعي وتعاون وتضافر كافة الجهود من المواطن والجهات المسؤولة ويجب تركيز عمال النظافة على ما استقدموا من اجله وهو النظافة فقط وليس جمع المعادن والكراتين وكل ما غلا ثمنه ولماذا لا تكون مهمة نظافة الأسواق التجارية الأهلية على أصحابها كمساهمة منها في حماية البيئة وهذا لن يكلفها شيئاً قياساً بحجم الأرباح التي تجنيها يومياً فأناشد الجميع التعاون فأنا مثلا في بيتي أكافح هذا الناموس وغيره من الحشرات في الوقت الذي يهملها جاري فيصدرها لي فهنا يضيع الجهد سدى فلابد من وعي واحساس بالمسئولية فكيف عندما تتراخى الجهات المسئولة عن القيام بذلك ونشاهد اكوام النفايات التي تتحلل في الحاويات وتتعفن وتنذر بأمراض قادمة لا يعلمها الا الله علينا ألا نستهين بهذا الناموس وأتساءل لماذا المبيدات الحشرية أصبحت قدرتها على إبادة البشر أكثر من قدرتها على إبادة الحشرات فهل صنعت من اجل ابادة الحشرات أم إبادتنا ولربما تساعد على تكاثر الحشرات فلنتكاتف ولنتعاون ولنع أخطار الناموس وغيره وفي الاتحاد قوة اما بالنسبة لي فأنا عندما ارى الناموس في غرفتي أعرف أن ليلتي سوداء وبأني سأخوض معها حربا شعواء تماثل في زمنها وشراستها حرب داحس والغبراء ولذلك اطبق شعار خير وسيلة للدفاع الهجوم فاذا رأيتم ناموساً فحاولوا مهاجمته ومباغتته للقضاء عليه فعادة من يهاجم يكون اكثر استعداداً للهجوم والدفاع أخي وأستاذي عبدالله اننا نعلن تضامننا معك ونصرخ ونشجب ونستنكر ما أقدمت عليه جحافل الناموس الشاروني من عمل إرهابي بحقك ونناشد أصحاب الضمائر الميتة بالوقوف صفاً واحداً معنا لمكافحة الإرهاب والناموس اما بخصوص العلاقة بين الناموس وحقد اليهود على العرب فهناك علاقة فالقاسم المشترك بينهما مص الدماء فلابد من تجفيف منابع الارهاب وتحقيق الديمقراطية واذا لم تنفع كافة الحلول من الداخل ووجدت نفسك عاجزاً فقدم شكوى بحقه لمجلس الامن فهذا الناموس إرهابي ويعتدي على الأبرياء الغافلين.
ودعها تمتص دمك طائعاً لا مجبراً ذليلاً فالكثير يتبرع بدمه ولو اصبت بفقر الدم فالمستشفيات موجودة وكلفة شراء الدم أقل من كلفة شراء المبيد ولربما تمارس معك عملية الحجامة ففيها فائدة لصحتك وهناك وصفة شعبية لذوي الدخل المحدود فمن كان يشكو من لسعات الناموس فعليه بإحضار اربعة ثياب من رجل لا يلامس جسده الماء إلا في المناسبات هذه الثياب ستكون رائحتها تسقط الناموس من كبد السماء فعلى من يطبق هذه الوصفة المجربة ان يسمي الله وأن يضع كمامة على أنفه ويضع ثوبا عن يمنيه وثوباً عن يساره وثوباً خلف رأسه وثوباً تحت قدميه وسيكون ملغماً من الجهات الأربع برائحة الكيماوي وسيهرب منه البشر قبل الناموس ختاماً شكراً جزيلاً لكاتبنا العزيز على كتاباته المتميزة وشكراً له خاصة على هذه المقالة الطريفة والشكر موصول لكل ناموسة كان لها دور في كتابة كل حرف منها فالإبداع يولد من رحم المعاناة ولا نقول إلا (حسبنا الله ونعم الوكيل )وللجميع مني خالص الشكر والتقدير والثناء والسلام عليكم.
البندري بنت عبدالعزيز
الرياض |