ما كلُّ حزنٍ أسًى بل بعضُه سببُ
لكي تكونَ بهِ منْ ربِّك القُرَبُ
وبعضُه غايةٌ كبرى وأمنيةٌ
ما دامَ صاحبُهُ للأجرِ يحتسبُ
وبعضُ حزنٍ سرورٌ ثم تهنئةٌ
ألا يُهنّأ مَن في الخلدِ يُرتقبُ؟
مَن لا يُهنِّئُ مَن راحتْ تقبّلُهُ
الأصفياءُ وقومٌ سادةٌ نُجُبُ؟
جميعُ أمرِ الفتى في اللهِ موصِلةٌ
وكلُّ شأنٍ له في ربِّهِ عجبُ
هذا هو الأحمدُ الياسينُ مَن حزنتْ
لهُ القلوبُ ولكنْ حزنُها طربُ
إنَّ الشهيدَ إذا ما رُحْتَ تغلِبُهُ
في السبقِ والخيرِ لم يُكتَبْ لكَ الغلبُ
فما تُدانيهِ في الجوزاءِ أنْجُمُها
ولا تُساميهِ في معراجِهِ الشُّهبُ
هُنِّئْتَ، كمْ وجعٍ يعتادُ قافيتي
هُنِّئْتَ والدمعُ من عينيَّ ينسربُ
ما ماتَ أحمدُ، آلافٌ بهِ وُلدوا
وكلُّهم مثلُهُ للهِ ينتسبُ
ما غدرُهم غيمةٌ في جوِّنا عبرتْ
سحابةٌ ربما تصفو وتنسحبُ
لا، إنهم أشعلوا في جيلنا لهباً
حمقَى، فما مثلُهُ - إنْ يعلموا - لهبُ
هذِي الملايينُ منْ أبناءِ أمَّتِنا
هبَّتْ على غضبٍ من فوقِهِ الغضبُ
ستُسْعَرُ الأرضُ بركاناً إذا اندفعوا
لنْ يُوقفَ الزحفَ لا عُجْمٌ ولا عربُ
بنو اليهودِ هنا في تُربِنا نجَسٌ
لا بدَّ تطهُرُ منْ أرجاسِهِمْ تُرَبُ
يا غاصبينَ، غداً في الفجرِ موعدُكُمْ
مَن يزرعِ الشوكَ لا يُحصدْ لهُ العنبُ
هذي فلسطينُ ما كانتْ لكمْ وطناً
وكلُّ ما صُغْتمْ قدْ صاغَهُ الكذبُ
وذي فلسطينُ قدْ كانتْ لنا أبداً
بنو اليهودِ غيومٌ سوفُ تنحجبُ
يا راكضينَ وراءَ الزيفِ في سفهٍ
مَن خالطَ الكلبَ أعدَى جسمَهُ الكلبُ
إنَّ السلامَ بريقُ الواهمينَ وما
في وهمِهِ أبداً يحيا فتًى أَرِبُ
إنَّ اليهودَ ذَوُو غدرٍ ومنقصةٍ
منْ أقدمِ الدهرِ، قدْ جاءتْ بذا الكتبُ
يا نائمينَ على جمرِ الهوانِ وقدْ
منْ هولِ ما نابَكُمْ يُستنطقُ الخشبُ
سيُؤكلُ الكلُّ في ليلِ المهانةِ، إنْ
نامتْ ولمْ تصْحُ منْ أغلالِهَا العربُ
يا أمتي أبداً للفجرِ موعدُهُ
ونورُهُ منْ عيونِ الشمسِ ينسكبُ
والنصرُ آتٍ وحبلُ اللهِ معْبَرُهُ
وكلُّ حبلٍ سواهُ اليومَ ينقضبُ
والنصرُ للواهبينَ اللهَ أنفسَهُم
ولنْ يُخيِّبُ ربِّي مَن لهُ وَهَبُوا
شارونُ يا مجرماً، للكونِ دورتُه
مهما تلبَّدَ ليلٌ تنجَلِ السحبُ
ونالَ أحمدُ ما قدْ كانَ يطلبُهُ
حقّاً وقدْ جاءَ يسعى نحوَهُ الطلبُ
يا ليتْ لي بعضَ ما قدْ نالَ منْ شرفٍ
يا ليتَنِي أُصطفَى فيهمْ وأُنْتَخَبُ
فالموتُ في اللهِ مجدٌ لا نظيرَ لهُ
لا مالُ قارونَ يشريهِ ولا الذهبُ