* الرياض - الجزيرة:
أعدت لجنة العلاقات العامة والإعلام للمسابقة المحلية على جائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات - التي تبدأ فعالياتها في الثاني عشر من شهر ربيع الأول المقبل - برنامجا ثقافيا خاصا للمسابقة يتضمن عقد لقاءات للمتسابقين مع لفيف من أصحاب السماحة والفضيلة أعضاء هيئة كبار العلماء.
وتتضمن هذه اللقاءات لقاء مع سماحة المفتي العام للمملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، ومعالي الشيخ صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء، ومعالي الشيخ عبدالله بن محمد المطلق عضو هيئة كبار العلماء، ومعالي الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد رئيس مجلس الشورى.
ومن جهة أخرى، قالت مديرة الإشراف التربوي بمحافظة البدائع بمنطقة القصيم فوزية بنت عبدالله الصغير: إن من رحمة الله علىعباده ورأفته بهم أن جعلهم الله حفظة لهذا الدين القيم، وكذلك حفظه لهذا الذكر العظيم الذي هو المنهج الصحيح لهذا الدين، وأن من حكمة الله أن سخر أقواما يهتمون بشأن هذا القرآن وتحفيظه للمسلمين.. وحكومتنا الرشيدة عندما أدركت الأجر العظيم الذي أعده الله لم يحفظ أو تحفظ كتاب الله، وكذلك عندما رأت الأثر الواضح الإيجابي على أخلاق حافظ القرآن - وفقها الله سبحانه - كانت داعمة لمدارس تحفيظ القرآن والحلقات والتي ازدهرت كذلك عندما خرجت جائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز - وفقه الله - والتي تخدم كتاب الله حفظا وتفسيرا، ولا يخفى علينا كيف كانت أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم فقد كان خلقه القرآن وكذلك أخلاق صحابته ومن بعدهم من السلف الصالح، حيث كان الصحابة لا يجاوزون عشر آيات من القرآن الكريم حتى يتعلموا ما فيهن من العلم والعمل، وكذلك نرى القرار الحكيم الذي اتخذته حكومة خادم الحرمين الشريفين بتحفيظ القرآن للسجناء وتخفيف الحكم عليهم رؤي أثره على أخلاقهم بتحسينها.
وأضافت - في تصريح لها عن المسابقة - قائلة: إن كانت الهموم تتوارد على النفس من حقد أعداء الإسلام وغيرتهم من هذا المنهج الذي (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه) حتى إن أحد زعماء اليهود قال: إننا لن نتخلص من الإسلام إلا عندما نخلع الحجاب من المرأة، ونغطي به القرآن فإن الهموم تعظم عندما يكون بين المسلمين قلم مأجور لأعدائه حين تتهم حلق القرآن أنها تفرخ الإرهاب، قال تعالى: {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا}، وإن كان الأمر كما يرى أولئك فمن فرخ الإرهابيين اليهود الذين يصبون العذاب على المسلمين في كل بقاع الأرض؟، كذلك تساءلت من أين تفرخ الإرهاب الموجود في شوارع ومدارس بلاد الكفر؟، حيث إن المواطن يحذر من المرور ببعض الشوارع التي ينتشر فيها إرهاب تعجز الحكومة عنه، وكذلك هناك الفنادق التي تغلق أبوابها ليلا معلنة الحذر من الإرهابيين الذين تعجز عنهم الشرطة.
ووجهت مديرة الإشراف التربوي بمحافظة البدائع تساؤلها لأولئك المنافقين: هل يقارن الإرهاب الذي حصل في أيام قلائل بأعوام عديدة آمنة عشناها في ظل الإسلام الصحيح؟، ثم في ظل الحكومة الرشيدة؟، كما تساءلت: هل يقارن عدد أولئك الإرهابيين الذين شذوا عن المنهج الصحيح بعدد المسلمين الذين يلتزمون منهج الصواب عندما التزموا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؟ وهل هناك آية من كتاب الله أو حديث من رسوله صلى الله عليه وسلم يبيح إراقة دم مسلم أو معاهد، بل إن هناك ما يحرم ذلك، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم)، وقال صلى الله عليه وسلم: ( من قتل نفسا معاهدة بغير حلها - حرم الله عليه الجنة أن يشم ريحها).
واستطردت الأستاذة فوزية الصغير تقول لمثل أولئك الذين يتبعون سقطات المسلمين غير المعصومين، ويتربصون بالإٍسلام :ألم يحذر الله رسوله صلى الله عليه وسلم منكم حيث قال: {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ } لأنهم في صفوف المسلمين ويحسبون على الإسلام ولكنهم ينخرون فيه ليسهل على العدو، مشيرة إلى أنه من الممكن دعوة هؤلاء إلى جلسات مناقشة ومحاورة بقصد تغيير هذا الوجه والتفكير المنحرف والقناعات التي قامت عليها وتكون تلك الجلسات على أسس، منها أن يدعى لها رجال الفكر المعتدل، ورجال الدين ممن لهم حجة قوية وقدرة على الإقناع وقبل كل شيء يتم البحث عن الأسباب التي دعتهم إلى مثل هذا القول وعلى ضوئها يكون العلاج، ودعوتهم بأساليب متعددة يمكن أن تقنعهم بصفة رسمية أو ودية مع الترفق والتلطف لغرض جذبهم إلى هذه الجلسات، والإحسان إليهم وحل مشكلاتهم إن احتاجوا لذلك، ودعوتهم إلى زيارات ميدانية إلى المدارس والحلق والتعرف على أ هلها عن كثب، وعمل دراسة وبحث لمعرفة عدد الذين تخرجوا من هذه المدارس والحلق ممن يمثل أعضاء صالحين في المجتمع.
وواصلت القول في الصدد نفسه تقول: إن من الأسس أيضا البحث في أحوال المنحرفين لمعرفة ما هي المدارس التي التحقوا بها للمقارنة بين هؤلاء وهؤلاء ومعرفة أسباب الانحراف الذي يصيب بعض شباب المجتمع لعلاجه وأيضا ليتم من خلاله الرد على من يقول إن مدارس التحفيظ تفرخ الإرهاب، وإن لم يجدِ أي حل مع من يتهم مدارس تحفيظ القرآن والحلق لابد في هذه الحالة من تنحيتهم عن الوظائف التعليمية وخاصة المباشرة للنشء وأيضا تنحيتهم عن وسائل الإعلام ومراقبتهم عن بعد خاصة إذا كان قولهم وتهمهم مصدرها خارجي.
ومن ناحيتها، اعتبرت عميدة كلية المجتمع للبنات بنجران سعدية محمد أبو رزيزة المسابقة المحلية على جائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات التي تدخل عامها السادس مميزة ومثمرة لخدمة كتاب الله، ولها دور جليل في التنافس المشرف مع الشعور من الآباء والأبناء بوجود أسوة لهم ومقدرة ومجلة لكتاب الله، وطوبى له إنه أثر حسن للاقتداء به فنحن بحاجة لها بسبب الضعف في تلاوة القرآن كما يجب، وبسبب تقلص حصص القرآن بالمدارس ونقص ما يحتاجه إلى ممارسة وتدريب على تطبيق أحكام التجويد ليس فقط تعليم منهج التجويد ولابد مع حفظ القرآن من تطبيق أحكام التجويد عند تلاوته إنه أعظم علم تعتز به الأمة المحمدية.
وأضافت الدكتورة سعدية إن رغبة أعداد كبيرة في التقدم إلى المسابقة لما يترتب عليها من فائدة أعظم إلا أنه تقابلهم عدة ظروف تمنع تقدمهم، منها وجوب أن يكون الوعي بها أوسع والمدة المحددة لموعدها قصيرة جدا ولا يدخل فيها إجازة فتكون فرصة لعدد أكبر في مشاركة أفضل، فتعم الفائدة عددا أكبر، وقالت: إنه لو كان هناك تحفيزللمتفوق بالأولوبة في الالتحاق بالجامعة والوظيفة حسب علاقتها بذلك ولو بنسبة محددة تزيد بحسب دخوله للمسابقة مرات متتاليةفإن الإقبال يكون أعظم.
أما بشأن صاحب الجائزة، قالت عميدة كلية المجتمع للبنات بنجران: إن الجائزة هي بحق إلهام وتوفيق من الله تعالى الذي قال: {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ}، وما عساه أن يقال في أمر يحبه الله ويرضي الجميع من المتقين؟ هل من تزكية بعد ذلك؟،
يحفظ الله الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ويحفظ جهده ويرزقنا من يقتدي به في ذلك.
وبشأن الاتهامات الباطلة الموجهة للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، أبانت الدكتورة سعدية أن سبب ذلك هو الجهل بأحكام تعاليم الدين، أو مكائد استهوته بها الشياطين، وليس غريبا في عهد البشرية، وفي عهد الأنبياء والرسل قيل أكثر من ذلك للرسل، وقالت: إن فرض ووجد من خريجي التحفيظ وحدث منهم ما حدث، فهذا لم يكن عائدا إلى تعاليم الدين الإسلامي وإنما هو بسبب عدم فهم تعاليم الدين إذ إن نصوصه توضح، وتفسر، ويتمم بعضها البعض للحكم، ومن ذلك الجهل بأحكام الجهاد والإسراف في التكفير من بعض الأتباع قترتب عليه خلاف ما هو مطلوب أضيف إلى تلك الساحة وما تعاني منه، بالإَضافة إلى الفضائيات والمذاهب الهدامة المعلوم بها هنا وهناك.
|