أي سلامٍ يا دارفور والكلب ينهش جثَّتي!
أيُّ سلامٍ وأنا في شوارع الفلّوجة أرتمي في حضن عرائي...
والكلب ينبش في أسمال داميةٍ... جفَّت من حريق النار!
أيُّ سلام...
والمقابر منابر...
والجثث تمشي بموتها على استحياء!
أيُّ سلامٍ يا دارفور، يا قدس، يا... وياءات النِّداء تطاولت
والنِّداء اختفى في تلافيف الخوف، والصمت؟!
أيُّ سلامٍ وعورتي مهتوكة الحرمة فوق سطح زيَّنتْه ألهبة الفناء؟
ومذ سقطْتّ...
لم تتلقَّفني ستائر اللَّف في كفن العفِّ عن تيار العنف
لكنَّني صمتُّ، وانتفخت، وأعلنت الشهادة بسقوط الإنسان!
أيُّ سلامٍ يا دارفور..، وكلُّ السلام حلوى اسْتُبْدلت بعجينة النَّوايا فتلوَّنت في حبَّات دواء...
أيُّ سلامٍ ولعقةُ الكلب، تثير شهيتي، لأن أستيقظ، وأركل السادة العظماء...
أيُّ سلامٍ يا دارفور، ولاقطات الأضواء لا تخجلُ من تقديمي صورة للعيان...
وأيُّ سلامٍ...
ورقدتي فوق كفِّ السلام، أنخرها بوخز الضمير، لا بلمز المصير؟
أيُّ سلامٍ...
ولا أزال أتمدَّد فوق سطح الأرض تعبرني النسمة والشَّظيَّة وحسرة السؤال؟
أيُّ سلامٍ... يا دارفور
والسلام ودَّع السلام
وعلى قمَّتي يصعدُ الكلبُ... وينبحُ لإخوته النبلاء؟
التوقيع:
جثَّة ينهشها كلب في شارع عراقي عريق
|