* الرياض- فهد الغريري:
تواصلت أمس جلسات الندوة الثالثة لآفاق البحث العلمي والتطوير التكنولوجي في العالم العربي المنعقدة في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض، حيث ناقشت الجلسات الصباحية نحو أربع وعشرين ورقة عمل بدأت بجلسة عامة تحت عنوان ( المجتمع العربي واقتصاديات البحث العلمي في العالم العربي ) ترأسها نائب رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية للبحث العلمي الدكتور عبدالله الرشيد وشارك فيها كل من معاون وزير التعليم العالي للبحث العلمي في سوريا الدكتور محمد عبدالواحد ومستشار السياسات العلمية الدولية في بريطانيا الدكتور انطوان زحلان والدكتور محمد المراياتي من المكتب الاقليمي للعلوم والتكنولوجيا.
وتضمنت الجلسات العلمية اللاحقة مواضيع هامة وحيوية كان لها دور البحث العلمي في تحقيق التنمية في العالم العربي وتوطين انتاج التكنولوجيا، كما تزامن مع الجلسات ورشة عمل بعنوان ( المشاركة العربية في الرحلات الفضائية العلمية ).
وناقشت جلسات فترة الظهيرة مواضيع مثل المجتمع العلمي العربي واقتصاديات البحث العلمي، وسبل علاج التصحر الذي يعد مشكلة يعاني منها العالم العربي.
وتواصلت الجلسات في فترة المساء والتي تركز أغلبها حول موضوعات الطاقة ومناطق التقنية.وبعد انتهاء الجلسات حضر المدعوون حفلا فنياً شعبياً تبرعت بإقامته رعاية الشباب وقدم نماذج من الفنون الشعبية السعودية مثل العرضة والسمسمية واللون الجيزاني وغيرها، وقد تفاعل الحضور مع هذا العرض وسروا به كثيراً، حيث كان فرصة للترويح عن النفس بعد النقاشات العلمية الجادة، وقد عرف الكثير منهم جانباً مهماً من ثقافتنا الفنية وفلكلورنا الشعبي، كما صرح لنا بعضهم، أعقب ذلك تناول طعام العشاء.
جميع الموضوعات الحساسة نوقشت بإخلاص
ومن بين العلماء المشاركين توجهنا للدكتور حسن معوض الرئيس السابق لمدينة مبارك العلمية وأستاذ بالمركز القومي للبحوث الذي قدم ورقة عن تنسيق التعاون العربي في مجال رسم سياسة للعلم والتكنولوجيا تجاه المجالات الهامة التي يحتاجها العالم العربي في ظل الظروف الحرجة التي نمر بها، وسألناه عن خلاصة ورقته فقال:
الورقة تشخص عناصر القوة والضعف في منظومة الانماء والتكنولوجيا في العالم العربي، ثم تعطي رؤية عن كيف تستطيع النهوض بهذه المنظومة، وتأتي بتوصية لانشاء مجلس أعلى للعلوم والتكنولوجيا تكون مهمته التنسيق بين الدول العربية، ويكون تحت مظلة جامعة الدول العربية.وعن الدعم المادي لهذا المشروع ذكر انها خطوات أولية لا تحتاج إلى انفاق مادي كبير وأضاف: عندما تحدد المجالات وتحدد المهام ممكن ان يتشارك القطاعان العام والخاص في دعم هذا المشروع.
وعن فكرة التوأمة بين المؤسسات العربية العلمية كما في هذه الندوة أبدى معوض رضاه عن الفكرة، وتمنى ان تكون على نطاق أوسع وان تراعي مصالح كل دولة عربية بالاعتبار.
وعن العلاج لظاهرة هجرة العقول العربية قال: نجحنا في مصر ان نوظف كل العلماء الموجودين من خلال مشروعات علمية مقننة لها دعم مادي مناسب إذا توفر لدى الباحث المعرفة العلمية والامكانات التي تحقق النجاح، فوجدنا أننا أحرزنا نجاحا معقولا، فلو كل عشرة مشروعات نجح منها ثلاثة هذا يعتبر نجاحا كبيرا، حتى ان الكثير من شركات القطاع الخاص دخلت في المجال، وهذا نموذج واحد، فلو كثرت هذه النماذج لما احتاج العلماء للهجرة.
وعن مدى الفعالية والتنظيم في جلسات العمل أبدى معوض سعادته قائلاً: أنا سعيد جداً ان جميع الموضوعات الحساسة والحرجة نوقشت باخلاص، وتم فعلاً وضع تصورات لها، وأعتقد ان هذه هي بداية الانطلاقة الصحيحة، فالنقد مطلوب وهو عامل التصحيح، وهذا ما لجأت له من خلال ورقتي، فقد شخصت نقاط الضعف والقوة لأن التشخيص الصحيح هو أساس العلاج.
|