* القصيم - مكتب الجزيرة - تصوير - سيد خالد:
استفاقت منطقة القصيم فجر يوم أمس الثلاثاء على حادثتين أظهرتا مدى الوحشية المتناهية والأفكار الشريرة لأنفس امتلأت بالحقد، وتشبعت بالعدوانية، وانسلخت من الإسلام وتعاليمه؛ لتبيح لأنفسها ما حرمته الأديان، ورفضته العقول والقوانين، وذلك عندما لاقى وجه ربهم فجر أمس النقيب طلال بن عبدالرحمن المانع قائد مركز أمن الطرق بأم سدرة طريق القصيم - الرياض السريع، ووكيل رقيب جارالله بن علي الجار الله من قيادة أمن الطرق بمركز أم سدرة، ووكيل رقيب تركي بن محمد العتيبي، والعريف سالم الموسى من مركز أمن الطرق بمحافظة عنيزة. ولقى رجال الأمن الأبطال وجه ربهم على أيدي مجموعة من الإرهابيين في حادثتين منفصلتين بينهما وقت يسير من دون أي مواجهات أو مطاردات أو متابعة، بل مبادرة بالغدر من قِبَل الإرهابيين الذين ضاق عليهم الخناق، وأحسوا بالوحشية، فلجأوا لقتل كل مَن يقابلهم.
الحادثة الأولى
فجأة، ومن دون أي مقدمات أو إشارة عبر الأجهزة اللاسلكية، سُمع صوت إطلاق للنار وبشكل كثيف حوالي الساعة الواحدة والنصف من بعد منتصف الليل، وذلك بالقرب من محطة أم سدرة للمحروقات الواقعة بجوار جسر أم سدرة. وبالحضور اليها إذا بالفاجعة؛ حيث النقيب طلال المانع ووكيل الرقيب جارالله الجارالله وسط بركة من الدماء الطاهرة، وقد تبادر للأذهان بداية الأمر أن ما حدث جاء نتيجة عمل من مروجين للمخدرات؛ نظراً لنشاط مركز أم سدرة بضبط قضايا المخدرات. وقد سارعت الأجهزة الأمنية بنقل النقيب المانع ووكيل الرقيب الجارالله للمستشفى في محاولة لإنقاذ حياتهما، بينما باشرت الفرق الأمنية مسح المواقع المحيطة بمكان الحادثة، للتفاجأ وبمحافظة الشماسية وتحديداً بالبرجسيات بوجود سيارتين عبارة عن نوع جيمس حوض، واحد شفروليه أبيض والآخر موديل قديم أحمر، وقد انغرست إطاراتهما بالرمال وتوقفا بينهما مساحة لا تفصلها سوى عدة أمتار، وبتفحصهما فإذا بهما مملوءان بمواد متفجرة ومجهزة للتفجير من خلال تشريك أسلاك كهربائية وساعة توقيت، ومغطاة كل هذه المواد المتفجرة بألواح خشبية وبشكل محكم، ليباشر خبراء المتفجرات عملهم بفك تشريك هذه المواد الهائلة من المتفجرات، وتتحدد معها دوافع القتل الذي تعرض له النقيب المانع ووكيل رقيب الجارالله.
الحادثة الثانية
وبعد استنفار كبير للأجهزة الأمنية عمن قاموا بقيادة هاتين السيارتين المفخختين للجزم بأنهم على علاقة بحادثة القتل التي حدثت خلف محطة أم سدرة، ليرد بلاغ مفاده أن هناك دورية تابعة لأمن الطرق شُوهدت متوقفة ومنغرسة إطاراتها بالرمال بمنطقة شرق محافظة عنيزة على طريق الزغيبية، متزامناً مع بلاغ آخر مفاده تعرض سيارة مواطن للاستيلاء عليها بالقوة من قبل مجهولين والهرب بها. وبالحضور للموقع عُثر على الدورية متوقفة بالقوة في أحد الكثبان الرملية، وبمعاينتها اتضح أن مراتبها ملطخة بالدماء وبجوارها آثار أقدام غادرت الموقع وتركتها، وبتتبع أثر إطارات السيارة الدورية عُثر على جثتي الشهيدين وكيل الرقيب تركي العتيبي والعريف سالم الموسى ملقاتين وبكل وحشية على الرمال بعد أن باغتتهما الأيدي الغادرة بالقتل وهما يؤديان عملهما بشكل اعتيادي وسلب الدورية وقيادتها، وبعد أن انغرست إطاراتها هربوا وتركوها.
مشاهدات
* النقيب طلال المانع عثر بجوار جثمانه على بطاقة أحوال تحمل اسم أحد المواطنين، وسيتم تمحيصها.
* وكيل الرقيب الجار الله اعتذر لوالده عن حضور مناسبة اجتماعية له متحرجاً من أن يستأذن بحجة أنه مرابط في عمله ليلقى وجه ربه.
* جثث الشهداء نقلت جميعها لمستشفى بريدة المركزي.
* طائرة عامودية حضرت للموقع مباشرة، وقامت بمسح شامل للمواقع القريبة من وقوع الحادثة.
* الأجهزة الأمنية بكافة اختصاصاتها ما زالت مستنفرة بالبحث عن هؤلاء الإرهابيين.
* ترددت أحاديث بأن مَن قاموا بهذه الأعمال هم من فلول المجموعة الإرهابية التي تم محاصرتها مؤخراً بالرياض قبل حادثتهم بساعات.
* كاحتراز أمني قامت الأجهزة الأمنية بإخلاء المدرسة الأولى الابتدائية من البرجسيات بالشماسية لقربها من موقع السيارتين المفخختتين.
* جسارة كبيرة منطلقها الكفاءة العالية لخبراء أبطال المتفجرات أثناء قيامهم بفك التشريك الآثم.
|