Wednesday 14th April,200411521العددالاربعاء 24 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وظائف المطر وظائف المطر
فهد الحوشاني

كالعادة طفحت شوارع الرياض وتوقفت إجبارياً حركة المرور، وهذا أمر ليس فيه جديد؛ فلقد تعودنا على أن تكون للمطر معنا حكايات وقصص لمحتجزين وسيارات منكوبة وحوادث! وذلك ضمن فقرات هذا الكرنفال الذي يبدأ عروضه بعد كل زخات ممطرة؛ حيث تتحول بعض الأنفاق إلى مصائد للسيارات، وهي ظاهرة مستمرة منذ أن عرفنا الأنفاق!
هذه الظروف التي تصاحب نزول المطر نتج عنها مؤخراً بروز أمر إيجابي تمثل في توفير فرص وظيفية لكثير من الشباب وحتى للعمال الآسيويين الذين يعانون من البطالة حيث يعملون لدى كفلاء يسرحونهم بالشوارع! تلك الفرص الوظيفية تمثلت في إسعاف وإنقاذ وسحب السيارات الغارقة، وهي مهنة جديدة لم تكن موجودة قبل أن تكون في الرياض أنفاق وشوارع حابسة للماء!
ولقد استغل أولئك احتجاز الكثير من السيارات وبقاء أصحابها بداخلها مع أطفالهم ونسائهم، استغلوا تلك المواقف لصالحهم وبدأوا بسحب السيارات من الماء إلى أرض الأمان مقابل مبالغ مالية مجزية!
ولقد اقترحت على أحد الأصدقاء أن ينشئ شركة تحت اسم (الشركة الوطنية لإنقاذ المحتجزين في الأنفاق) واشترطت عليه أن يطبق (السعودة) في شركته فهذا أمر مهم، خاصة أن جميع رجال الأعمال وأصحاب الشركات والمؤسسات فعلوا ذلك! وتوقعت له أن يحقق أرباحاً كبيرة بالمقارنة مع عدد الأنفاق والشوارع التي يمكن استثمارها.
وسرح بخياله وقال: فعلا انه مشروع تجاري مربح ولو تضاعف العمل فسأقوم بتأجير بعض الأنفاق من الباطن إلى مستثمرين آخرين، وقلت له أيضا: يمكنك أن تفتتح فروعاً في بعض المدن ذات الأنفاق والشوارع الحافظة للماء حتى آخر قطرة! ولو كبرت شركة صاحبي فإننا سوف نضمن وظائف لكثير من الشباب ونكسبهم خبرات نافعة في هذا المجال، ويمكن بعد ذلك أن تتطور شركته لتستعين بها فرق الدفاع المدني في مواقف مشابهة. وهذه الشركة التي اقترحتها مؤهلة لأن تستمر لسنوات عدة استناداً إلى حقيقة ثابتة هي انه بالرغم من المآسي التي تحدث مع امتلاء الشوارع والأنفاق وتضرر الممتلكات والبيوت وتعطل مصالح الناس فلا يبدو أن هناك نية لدى الجهات المعنية لحل المشكلة، ولأنهم لم يحلوها في السابق فأنا أعتقد انهم لن يحلوها مستقبلاً لسبب بسيط هو أنهم سيفخرون بأن أنفاقهم وشوارعهم وفرت فرصاً وظيفية للشباب الباحث عن الوظيفة! وبدلا من حل مشكلة تصريف السيول سيطالبون وزارة الخدمة بتوظيف أولئك الشباب في وظائف رسمية كغطاسي أنفاق وشوارع؛ لأن المنقذين والغطاسين سوف يخففون آثار المشكلة دون إغفال حلولهم التقليدية المتمثلة في شفط المياه بواسطة الوايتات ذات الليات المهترئة! وتوظيف الشباب لا يمنع إطلاقاً من وجود المنقذين الذين يعملون لحسابهم الخاص؛ فكثرة المنافسة سوف تخفض أسعار السحب للسيارات، وعلى العموم فدخول الشباب السعودي في مجال الإنقاذ هو مطلب وطني بهدف منافسة العمالة الوافدة، وسعياً - كما أسلفت - إلى السعودة. وسواء وظفته الجهات المسؤولة عن الأنفاق والشوارع أو عمل لحسابه الخاص فالهدف واحد وصدق من قال (مصائب قوم عند قوم وظائف)!!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved