Wednesday 14th April,200411521العددالاربعاء 24 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مدارس دار الحنان مدارس دار الحنان
د. دلال بنت مخلد الحربي

حزنت جداً لذلك الخبر الذي اورده الأستاذ عبدالله الجفري في زاويته في صحيفة عكاظ يوم الأحد 21 صفر 1425هـ - 11 ابريل 2004م حول قرار إغلاق مدارس الحنان حتى الانتهاء من مبانيها الجديدة.
قد يقول قائل وماذا يعني القرار؟، ولماذا الحزن طالما أن القرار مؤقت؟. لكن من يعرف مدارس دار الحنان من خلال الصور الجميلة للاتي درسن بها يدرك مرارة القرار لأن المدارس تعني لهن الكثير.
ومن اطلع على دور مدارس الحنان الريادي في ترسيخ تعليم الفتاة السعودية، حيث كانت الانطلاقة من مدارس الحنان يعرف صعوبة القرار.
تأسست مدارس دار الحنان في عام 1375هـ على يد الأميرة عفت الثنيان حرم جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز - عليهما رحمة الله - والتي أرادت بتشجيع من الملك فيصل أن تحقق نقلة فعلية في تعليم المرأة في المملكة العربية السعودية لأن السائد هو تعليم الكتاتيب في تلك الفترة.
أطلق على المدرسة الجديدة اسم دار الحنان من منطلق اهتمامها الرئيسي وهو العناية بتربية وتعليم الفتيات اليتيمات، ثم توسعت المدرسة واستقبلت أعدادا أخرى من الفتيات الأخريات اللاتي رغب أهاليهن في تعليمهن، وقد كانت المدرسة نموذجية في كل شيء في مناهجها ومناشطها.
وكانت عناية الأميرة عفت بالمدرسة كبيرة، وكانت توجه كريماتها بالتناوب للإشراف على سير الدراسة فيها، ويوضح هذا الجانب ما سجلته لطفية الخطيب عن انطباعاتها عن هذه المدرسة حين نقل إليها خبر إنشاء المدرسة، ووجهت إليها دعوة كانت من ضمن الدعوات التي وجهتها الأميرة عفت إلى سيدات الأسر المعروفة بمكة وجدة لتفقد المدرسة وإبداء ملاحظاتهن.
تقول الزائرة:
(عندما وصلت بنا السيارة إلى تلك الدار - الكائنة بشارع المطار - تطلعت إلى اللوحة وكأنها لوحة شرف تضعها المؤسسات تكلل أعمالهن الجليلة التي يبذلها من زمن لما فيه مساعدة نساء السعودية، وكانت المفاجأة الأولى هي التشرف بمقابلة سمو الأميرة سارة كريمة سمو الأمير فيصل ولي العهد إذ كانت تقوم بنوبتها في الإشراف على الدار إذ إنها تتناوب مع شقيقاتها في الإشراف اليومي على سير الدراسة، أحسست بوجودي في حضرتها بأنني أمام انسانة بكل ما في الكلمة من معاني الإنسانية من تواضع جم مبني على تثقف وتفهم وروح نبيلة، أبديت تقديري وأثنيت على الأسرة، وسمحت لي سموها بالمرور مع السيدة مديرة المدرسة على البنات في فصولهن فدخلت كل جناح في الدار متفقدة سير العمل فيه من فصول صحية وتلميذات يبدو على وجوههن الذكاء والرضا والشعور بالاطمئنان، ومعلمات تتجلى في تصرفاتهن حسن المعاملة بتفهم للمهمة الإنسانية الملقاة على عاتقهن، وأيضاً شاهدت التلميذات وهن يتناولن طعامهن بنظام لافت للنظر، وقد مررت أيضا على المطبخ الذي يعد فيه طعامهن فكان صحياً نظيفاً في طاهيته وأوانيه أرضه وأحواضه.
ثم صعدت إلى الطابق العلوي الخاص بالنوم، وخبرتني السيدة مفيدة (مديرة المدرسة) عن النظام فيها وهي أنها كلفت كل تلميذة كبيرة بالعناية والتوجيه لتلميذة صغيرة وهي مسؤولة عنها، ورأيت إحداهن تصلي وبجانبها الأخرى فأعجبني أن تحملهن المسؤولية من الصغر كل واحدة تعنى بسريرها وترتيب دولابها وادواتها ومنشفتها ووضع حذائها خارج الغرفة والعناية بالمشط والفرجون بوضعهما في كيس خاص لكل بنت في دولابها.
فالتفت إلى حضرة المديرة وقد ارتوت نفسي بالرضا وقلت لها حقاً لم تبخلي بشيء مما يؤسس في احدث المدارس لهؤلاء الصغيرات اللاتي ترعونهن، فقالت لي: إن كل ما ترين هو على نفقة حضرات صاحبات السمو الملكي الأميرات).
انتهى كلام السيدة الخطيب، ولم ينته معه دور المدارس التي توسعت في تعليمها حتى المرحلة الثانوية، وكان لها تخريج الدفعات الأولى من الفتيات السعوديات اللاتي افتتحت بهن مسيرة عمل المرأة في المملكة، وتفخر كثير من رائدات العمل النسوي في الإدارة والتعليم والصحافة بأنهن تخرجن في هذه المدرسة.
والأمل كبير أن يعاد النظر في هذا القرار من خلال صاحبات السمو الملكي بنات الملك فيصل، وأن يسعين إلى إعادة الحياة إلى هذه المدرسة لتستمر في عطائها دون توقف، وتكون خير ذكرى لوالدتهن الأميرة عفت صاحبة الدور الأساس في قيام هذه المدرسة.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved