يورد أبو حيان التوحيدي في كتابه
(الصداقة والصديق) هذه القصة:
كان الخليل بن أحمد يسير مع أحد
أصدقائه، فانقطع (نعل) الخليل..
فمشى حافياً.. فما كان من صديقه
إلا أن تأبط نعله..! فسأله الخليل:
ما بالك؟.. فقال: أردت أن أواسيك بالحفاء..!؟
وهنا يرتقي السلوك بصورة
فعلية تنم عن علاقة راقية.. عفوية
في استجابتها للظرف.. صادقة في التعبير
عن مختزن النفس.. عندما تتعالى
عن مثالية النص.. المفرغة من تماسها
مع السلوك..!
مئات (النصوص).. حفظناها (غيباً)
ولُقنّاها.. تغييباً عن صدقية الفعل..
وشفافية التمثل..!
ذابت وانماعت تحت وطأة جسورة
لنظام مجتمعي يترجم رمزية (امسك
لي واقطع لك) ولونها الرمادي..!
لم تفلح صياغاتنا التربوية ونماذجها
من المتبتلين في محاريب الزهد
والوعظ.. من حملنا على إدراك كنه
الصداقة..! ونبل العلائق الإنسانية ..!
وأضحت المسافة قاتلة بين النموذج
وواقعه المحاكي..!
حتى ألفنا علاقة قوامها.. نتائج الحسابات ..!
|