اتصل بي أحد الأقرباء يسألني: أتعرف استشارياً في سرطان الدم؟
قلت: أبناء الوطن ولله الحمد من المختصين في علاج مثل تلك الأمراض المعقدة كثيرون، ولكن سلامات إن شاء الله.
قال: قريبتنا طفلة تبلغ الرابعة عشرة من عمرها وفجأة ارتفعت حرارتها وكريات الدم البيضاء وهناك شك بأنها مصابة بسرطان الدم، ونقلت لمستشفى الملك خالد الجامعي، في اليوم التالي زرتها ووجدت أن تشخيص مرضها هو الذئبة الحمراء. تلك الفتاة زهرة يانعة لم تشتك من أي شيء إلا قبل يومين، ولم يستطع والداها إخفاء قلقهما عليها وتخوفهما من هذا المرض الذي لم يسمعا عنه كثيراً.
اتصل بي والدها يسأل عن الأغذية المناسبة لها وظهر واضحاً عليه الاهتمام بالتفاصيل خوفاً على ابنته، وهو رجل مثقف واع، طمأنته وذكرت له حالات كثيرة مصابة بهذا المرض منذ سنوات طويلة ولا يزالون بخير ولم يحدث لهم أي مكروه ولله الحمد، ثم ذكرت له الأغذية التي يمكن أن تؤثر سلباً أو إيجاباً على حالتها، وتعميماً للفائدة سأذكرها لكم لأن هذا المرض موجود بنسبة ليست بالقليلة في بلدنا الغالي.
مرض مناعي
هذا المرض من الأمراض الالتهابية المزمنة التي تؤثر على كثير من أعضاء الجسم, وهو مرض مناعي ذاتي يحدث عندما يقوم الجسم بتصنيع أجسام مضادة تقوم بمهاجمة أنسجة الجسم السليمة. وسمي هذا المرض Lupus أي الذئب لأن بعضاً وليس كل المصابين به قد يظهر عليهم طفح يشبه شكل الفراشة في منطقة الخدين والأنف والذي يعطي صورة الذئب إلى حد ما.
النساء أكثر تعرضاً من الرجال بدرجة كبيرة تصل إلى 90% بالذات الآسيويات وكذلك في الفترة العمرية من 15-35 سنة.
وهناك نوعان من هذا المرض: الذئبة الحمراء الجهازية (Systemic lupus erythematosus SLE) وتشبه أعراضه التهاب المفاصل مع تورم وألم في المفاصل والأصابع وقد تتأثر الكلى والرئتان وقد يوجد بعض التقرحات في الفم. والنوع الثاني هو الذئبة الحمراء القرصية (Discoid L E DLE) وهو أقل خطورة من النوع الأول ويصيب الجلد بالدرجة الأولى وكذلك فروة الرأس والأذن قد تؤدي إلى ندب. وقد لا يستمر المرض طوال السنة فيظهر في بعض الفصول ثم يختفي في فصول أخرى، وقد يؤدي التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية إلى تفاقم النوع الثاني من المرض، كما تتفاقم الحالة عند الإرهاق والتوتر والحمل والولادة والالتهابات والعدوى وتناول بعض الأدوية، حيث تختفي الأعراض عند التوقف عن تناولها.
أغذية تناسب المرضى
قد يحتاج المصابون بهذا المرض إلى بعض المكملات الغذائية مثل الكالسيوم والمغنيسيوم وبعض الأحماض الأمينية مثل السيستين والمثيونين والليسين، كما يحتاجون مزيداً من فيتامينات (ج) ومجموعة (ب) المركب والزنك بالإضافة إلى بعض الأعشاب النافعة مثل الفصفصة أو عشبة البحر.
لتفادي مخاطر المرض ومضاعفاته على المريض أن يتجنب الأغذية الآتية:
1- تقليل الدهون والملح والبروتينات الحيوانية وذلك لتقليل الجهد الذي تبذله الكلى.
2- الفلفل والباذنجان والطماطم والبطاطس.
3- قلل بقدر الإمكان من اللحم الأحمر.
4- الكافيين الموجود في القهوة الشوكولاته والكولا.
5- قلل السكر.
أغذية يجب زيادتها:
1- استخدام زيت الزيتون وزيت الكانولا Canola Oil، ولا بأس من الزبدة للأطفال.
2- تناول البيض والثوم والبصل لاحتوائها على الكبريت.
3- الجزر 3 مرات أسبوعيا أو أكثر، والبرتقال مرة أو مرتين يومياً وكلاهما يوفران فيتامين بيتا كاروتين وفيتامين (ج) ، والدواجن 3 مرات أسبوعياً مع إزالة الجلد، والسردين لاحتوائها على الحمض الدهني اوميغا 3.
4- زيادة الأرز والسمك والخضراوات والفواكه الطازجة غير الحمضية.
5- استخدام البر ودقيق الشوفان.
6- تناول الأناناس الطازج.
7- تناول مصادر للحديد من الخضراوات الورقية مع فيتامين (ج) لزيادة امتصاصه.
8- زيادة الكالسيوم من الحليب قليل الدسم.
توصيات أخرى:
- خذ قدراً وافراً من الراحة.
- تجنب ضوء الشمس المباشر.
- ابتعد عن الازدحامات والأشخاص المصابين بنزلات البرد والالتهابات الفيروسية.
- للمرأة أن تتجنب حبوب منع الحمل.
- لا بد من تقليل الوزن للبدناء.
- اتباع تعليمات الطبيب المعالج والمحافظة على أوقات تناول الدواء.
|