في مثل هذا اليوم من عام 1990، وبعد مرور أكثر من نصف قرن، اعترف الاتحاد السوفيتي بارتكابه إحدى أكبر مذابح الحرب العالمية الثانية (مذبحة كاتين) بحق 5 آلاف جندي بولندي، حيث قامت القوات السوفيتية بقتلهم ودفنهم في قبور جماعية في غابة (كاتين) ببولندة.
ومن المعروف انه في عام 1939، تعرضت بولندة للغزو النازي من الغرب، و الغزو السوفيتي من الشرق، لتجد نفسها بعد ذلك محاصرة من جميع الجهات.
وفي عام 1941، هاجمت القوات الالمانية الاراضي البولندية الواقعة تحت السيطرة السوفيتية، و اكتشفت بعض القبور الجماعية بغابة كاتين، وقام عدد من اعضاء الحكومة البولندية بزيارة مواقع تلك القبور، واكدوا أن السوفيت هم مرتكبو هذه المذبحة وليسوا الالمان، لكن وقتها بقي الامر في طي الكتمان خاصة بعد الضغوط الأمريكية والبريطانية على الحكومة البولندية..
وبانتهاء الحرب، بدأت المانيا تشهر بالاتحاد السوفيتي وبأعماله الوحشية في بولندة. فما كان من جوزيف ستالين الا ان انكر كل هذه الاتهامات واكد ان الالمان كانوا وراء مذبحة كاتين. وظل الأمر معلقاً ما لا يقل عن 40 عاماً.
وبمرور الوقت وبتغير الأوضاع السياسية، فوجئ العالم بإعلان الرئيس الروسي ميخائيل جورباتشوف عن مسئولية الاتحاد السوفيتي عن مذبحة كاتين.
وقد أقدم جورباتشوف على تلك الخطوة ليثبت للعالم أن الاتحاد السوفيتي متمسك بسياسة المصارحة، هذا اضافة إلى محاولته لتوطيد علاقة بلاده بإحدى أقوى دول اوروبا الشرقية، الا وهي بولندة.
|