بدأ العزف على نغمة الإرهاق والمشاركات الخارجية للأندية وتضخيم هذا الأمر بشكل مبالغ فيه ولأهداف لا تخفى على المتابع الرياضي.. حيث استغلت هذه الفترة الاستثنائية التي تزامنت خلالها مشاركات ثلاثة أندية سعودية مع مشاركة المنتخبات الوطنية الثلاثة الأول والأولمبي للشباب للاستفادة من ذلك لمصلحة بعض الأندية حيث ارتفعت الأصوات الحريصة على مصلحة اللاعب السعودي لتوزيع المشاركات على الأندية لعل وعسى ان تستفيد الأندية البعيدة عن البطولات من هذا الأمر لتنال ما ليس لها ومصادرة حقوق الأندية البطلة التي انتزعت المشاركات الخارجية بإنجازاتها وبطولاتها وأموالها التي صرفتها على أنديتها على كافة المستويات.
ولعل حديث سمو رئيس نادي النصر السابق الأمير فيصل بن عبدالرحمن حول هذه النقطة بالذات ومطالبة سموه بتوزيع المشاركات للتقليل من الارهاق جاءت في هذا السياق الذي لو سار عليه اتحاد الكرة لحول الدوري إلى مهزلة ليس لها أول ولا آخر..
فنحن الآن نعاني من توقف الدوري لمراعاة ظروف الأندية السعودية المشاركة خارجيا والتي بلغت ثلاثة أندية.. أكرر ثلاثة أندية وليس واحداً.. فكيف سيكون الوضع لو كانت اربعة او خمسة مثلا تشارك خارجيا؟! اعتقد اننا سننهي الدوري في عامين بدلا من الموسم المعتاد.. فالمطالبون يريدون مشاركة أكثر من ثلاثة اندية بحجة ابعاد الارهاق عن اللاعبين.. في حين ان الارهاق الوهمي الذي يتحدثون عنه لم نلحظه سوى على صدور صفحات الصحف ومن أحاديث من يكررون ذلك.. وفي تصوري ان الدعوة لايجاد حل لهذا الارهاق المصطنع تتركز في اللوائح والأنظمة التي سمحت بتجميع أكثر من نصف لاعبي المنتخب في ناد واحد.. كما ان الارهاق الذي يقولون لم يعد مقتصرا على الكرة السعودية وحدها ففي كل دول المنطقة تقريبا هناك اكثر من ثلاثة اندية تشارك في بطولتين أو أكثر بالإضافة إلى المشاركات الدولية للمنتخبات.. بحيث يعاني الجميع من هذه الرزنامة المزدحمة والتي فرضتها البطولات الاقليمية والدولية والتي اجتمعت تقريبا في هذا الموسم.. وهو ما دعا الاتحاد الدولي لدراسة هذا العدد الكبير من البطولات الدولية ومحاولة الخروج برزنامة منظمة تتلافى هذا التداخل.. وهو ما سينعكس على جميع دول العالم والأندية الأوروبية التي تعاني هي الأخرى من هذا الأمر.
إذاً المسألة ليست خاصة بالكرة السعودية وحدها.. والمشكلة ليست في مشاركة ثلاثة أندية سعودية في البطولات لأن التداخل شمل أيضاً المنتخبات السنية التي لعبت على أكثر من مستوى..
من هذا المنطلق فإننا نتطلع ان تكون هناك آراء مسؤولة تعمل بالفعل لمصلحة الكرة السعودية بتنظيم هذا الامر مع الجهات المعنية وايجاد حل مع يقيني ان المسألة استثنائية في هذا الموسم فقط وقبل ان نتحدث عن الارهاق وتوزيع المشاركات يجب ان ننظر لروزنامة الموسم القادم وبطولاتها ومن ثم نعمل على ايجاد أفضل الحلول والمواعيد لهذه البطولات.. أما العمل على اشراك بعض الأندية في المشاركات الخارجية والبحث عن تحقيق ذلك بأي وسيلة فإنه سيهدم ولا يبني ولن يحقق لنا ما نريد!
بطولة الناشئين
أعاد سمو الأمير بندر بن محمد مستقبل الهلال للبطولات.. وانتزع بطولة الدوري بعد موسم ونصف فقط من تولي سموه الإشراف على قاعدة الهلال الكروية.. فحقق ناشئو الهلال بطولة الدوري بعد ثماني سنوات من الغياب المرير وغير المعتاد لدى الهلاليين وجاءت هذه البطولة لتوضح لماذا انتقد الهلاليون ذلك الفكر الإداري الذي دهور كرة الهلال ودمر قاعدته الكروية وكاد يقضي على كل أمل بإعادة القاعدة الهلالية لتقوم بدورها المعتاد في تحقيق البطولات وتفريخ النجوم كما تفعل قبل تسلط ذلك الفكر عليها وسيطرته على دفة العمل لمدة وصلت لأكثر من اثنتي عشرة سنة كانت كافية لنسيان الهلاليين لكل ما حققوه من بطولات في هذه الدرجات السنية..
وجاء تولي سمو الأمير بندر وتصديه للعمل في كل فرق القاعدة بمثابة الانقاذ لمستقبل الهلال وفك السياج الذي كان يحيط بالقاعدة ويقضي على كل بوادر أمل انتظرها الهلاليون سنة بعد أخرى.. فقدم سموه جهودا كبيرة لاعادة البناء واستقطاب المواهب وتفعيل دور الكشافين واستقبال كل من يقدم موهبة كروية أو يوصي بها.. فضلا عن منح صلاحيات واسعة لعدد من الكفاءات الإدارية التي قامت بأدوار رئيسية فيما حققه الفريق الهلالي على مستوى الناشئين والشباب.. ففتحت الأبواب المغلقة وعمل الجميع لمصلحة الهلال فكانت النتيجة بطولة مستحقة وعددا من المواهب الواعدة.. كل ذلك تحقق في ظرف سنة واحدة فقط إذا ما استبعدنا السنة الأولى التي استلم سموه العمل خلالها في منتصف الموسم تقريباً..
وفي هذا الموسم تم تلافي الكثير من السلبيات والتعاقد مع عدد من الأجهزة الفنية الجيدة وبالتالي وصول الزعيم الصغير للصدارة وبشكل سريع جداً.
إن ما حققه صغار الهلال هذا الموسم وما كسبه الفريق من مواهب ونجوم ستخدم مستقبل الهلال سيكون كافيا ومقنعا لكل التساؤلات التي طرحت وتطرح حول انتقاد السياسة الهلالية السابقة في القاعدة وطريقة العمل المتعبة والتي اثبتت الأيام والأرقام خطأها ومجانبتها للصواب مهما دافع عنها المدافعون.. ومهما اتهم المنتقدون لها.. ولذلك نقول للهلاليين جميعا ان مستقبل الفريق هو الأهم ومصلحة الهلال هي المطلب اما الاشخاص فقد مروا وسيمر على الهلال العديدون لكن العمل هو الذي سيبقى وما سواه سيتجاوزه التاريخ..
فهنيئا للهلاليين إنجازهم وعودتهم لبطولتهم المعتادة.
لمسات
منذ مغادرة الهولندي آدديموس الهلال ولاعباه الأجنبيان سيسيه وتراوري يعبثان بالفريق ويتسببان في خسارته.. بأضاعتهما للفرص المؤكدة واللعب بأسلوب فرق الحواري بالنسبة لسيسه..
وعلى الهلاليين علاج وضعهما أو ابعادهما عن الفريق إذا ما أرادوا العودة للانتصارات..!
لاول مرة اسمع من ينتقد فريقه انتصارا لنفسه!!
كسب الاتحاد مدافعاً واعدا هو عبدالمجيد الطارقي لاعب الحمادة السابق.
يوما بعد آخر يخسر الهلال مزيدا من اسلحته الفنية.. وكما يقال ليالي العيد تبان من عصاريها.. والعمل الذي قدمه الهلاليون هذا الموسم سيجنون ثمرته في النهاية!
|