في أحيان ليست قليلة يطاول الكاتب - وبخاصة كاتب الزاوية أو اللقاء الأسبوعي - شعور بأننا معنيون إلى درجة الكلف بتلمس مساقط الإحباط، وبالقيام بمهمات التحبيط فيما بيننا، وتصاغ عبارات الإفصاح عن ذلك في نسق وتشكيل مسكون باليأس والعجز وموت الرجاء، مكلل بالتسطيح، والنزق، وقلة الوعي..!! وبقلة الحياء كذلك..!
ولكي أكون واضحاً ومباشراً وحقيقياً كما أحب لا أذهب بعيداً عن زاويتي هذه.. فرغم أني في اللقاء الأول قبل ما يزيد عن ثماني حلقات كتبت عن الدافع الحقيقي من وراء هذه الكتابة، وجئت في إفصاحي عن ذلك مُفعما بالفرح والبشرى، مُغتسلاً من كل الأوضار والعقد والترديات والاحتمالات الفاسدة، مؤمناً بشكل لا يقبل المفاصلة بأن المجتمع - ومجتمعنا بخاصة - ينطوي ويشتمل على كل أطياف الفاعلية الإنسانية وبناءً على هذه الحقيقة لا يمكن بحال من الأحوال تجاهل ما يجري، ولا يليق بنا القفز على ما هو موجود بمشاعر التزييف والمكابرة أو بالنظر إليها على أنها مناشط عابرة.
أقول: رغم ذلك، سمعت، ووصل إلي (أنماط) من التفسيرات التي لا تنقصها الغثاثة منها مثلاً:
أحد الأدباء، الشُّبان قال: (إنك بكتابتك في الميدان الرياضي قد أضفيت شرعية ما على الممارسات الرياضية)!! هكذا!!
وأحد الرياضيين الكهول قال: (إنك بعد فترة من الصمت والبعد عن الساحة الإعلامية تريد أن تعيد الأضواء إلى ذاتك)!!
نعم بهذا الشكل وبهذه الرؤية والتفكير..
هذان أنموذجان صارخان مما يدور من التعليقات غير المنطقية، غير الصحية، التي تبدو خاليةً من الضمير الإنساني الحقيقي.. وأنا أوردها هنا، وأشير إليها برحابة صدر، وبمنتهى العافية؛ من أجل ألا يُهمل أحد ذو وجهة نظر حتى لو كانت خاليةً من القصد الإنساني بمعناه النخبوي، ومن أجل ألا نقع في محذور القفز على ما هو موجود، وتجاهل ما هو واقع وحاصل فعلاً.
ومن أجل ألا أطيل عبر تفريعات لا لزوم لها اختصر النهاية بهذا الشكل:
( يا جماعة: ليس هناك مانعٌ ولا ضرر ولا ضرار من أَنْ تلتقي أطيافُ الحياة كما ينبغي لها، ولكن الشيء المزري حقاً هو: أن نقتل الفرح النائم في المآقي والعيون).
|