سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة - المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
إشارة إلى ما نشر بصحيفتكم الموقرة ضمن صفحة مقالات في العدد 11497 يوم الاحد 30 محرم 1425هـ للكاتب حماد بن حامد السالمي بعنوان (تهامة الوسطى متى تلحق بالركب) وما ذكره الكاتب من قصور لدى بعض الدوائر الحكومية والمراكز الصحية العاملة في تلك القرى وان رؤساءها لا يحثون المواطن على المواطنة الصالحة واحساسه بأنه هو المعني بوجود مثل هذه المراكز كما انهم لا يعالجون امورا كثيرة مما يهم المواطن ولا يقومون بالرفع عما يعانيه المواطن من قصور لدى بعض المراكز.
وأود أن أذكر بأن الكاتب قد لا يكون أسعفه الوقت للاطلاع على كثير من النواقص التي لم يأت إلا على القليل منها ألا وهي ضعف الخدمات الصحية التي تعنى بالمواطن مباشرة حيث ان المواطن العليل لا يجد العلاج المناسب في المراكز الصحية ولا يقبل على مراجعتها لأنها غالباً ما تكون في مبان مستأجرة تفتقد كثيراً للمقومات الصحية حتى للعاملين فيها، فتخزين الأدوية قد يكون فيه شيء يقال والصيدلية قد تكون أسوأ والعاملون فيها قد يكونون بعيدين عن الاشتراطات الصحية لعدم توفر الضوابط الصحية للمباني كونها مستأجرة ومتهالكة وقد تكون كثيراً آيلة للسقوط لا ينفع الترميم فيها مما جعل المواطن يتجه إلى المستوصفات الأهلية التي تثقل كاهله، فالبعض منهم يتعالج بالدين في انتظار صرف الضمان الاجتماعي أو الرواتب الشهرية لبعض الموظفين.
وإذا ما تأملنا في هذا الوضع فإننا نجد له اسبابا عديدة منها عدم وجود فرع للشؤون الصحية يتوسط تلك القرى مثل (حلي وكنانة) ليقوم بالمتابعة لتلك المراكز الصحية وتنشيط العاملين فيها من أجل تقديم الخدمة والعمل الدؤوب للمواطن الذي هو هدف التنمية مع عدم وجود مدير للشؤون الصحية متفرغ حيث انني علمت أن مدير مستشفى القنفذة العام هو مدير الشؤون الصحية وهذا يعيق عمله في التعقيب على تلك المراكز ومتابعة العاملين فيها حيث يقوم بالاشراف على مستشفى عام هو بحاجة لوجود المدير به بصفة مستمرة وهذا ما لمسناه..
كما أن المباني الحكومية الصحية الموجودة في مركز حلي هي بحاجة إلى إعادة ترميمها وصيانتها واكمال نواقصها حتى تتمكن من القيام بواجبها كمصح يرتاده المرضى كذلك النظافة وخدمات البلدية التي أشار اليها الكاتب السالمي وما يعتريها من قصور..
ولعلي هنا اضيف بأن اهالي تلك القرى في مركزي (حلي وكنانة) يعانون الامرين من وجود النفايات في كل مكان وعلى الطرق الفرعية وبجوار المدارس حيث البلدية مقصرة في تنبيه المواطنين إلى ما يضر البيئة وحثهم على جمع مخلفاتهم في مكان معين وتوفير الحاويات لذلك فهم يضعونها في أي مكان وبعشوائية دون مراعاة للصحة العامة والمحافظة على البيئة النقية التي نستنشقها جميعاً.
كما ان نقص الإنارة في بعض القرى والطرق الفرعية عامل مساعد على وجود بعض الجرائم كالسرقات وبعض القضايا الجنائية الاخرى وعدم ربط القرى ببعضها البعض بطرق معبدة حيث انجز منها بعض والبعض الآخر قد يكون توقف لعجز المقاول والمتعهد عن التنفيذ وتغاضي البلدية عن ذلك والبحث عن حجج كمعارضين وتشجيع البلدية للاستماع لمعارضتهم لايقاف تلك المشاريع الحيوية التي تهم التنمية الوطنية واسعاد المواطنين.
كما انني احب ان اعرج على مجال الزراعة وقصوره في نواح كثيرة كالارشاد الزراعي وعلاج المزروعات التي تتعرض للآفات بصفة مستمرة مما ساهم في تقليل الانتاج الزراعي بالاضافة إلى عدم تشجيع المزارع على زراعة ما يفيد التنمية الزراعية ويغطي حاجة تلك المناطق بل العكس فهي تشجع الوافدين وتمنح لهم المجال بحجة أن المزرعة يملكها سعودي وهو لا يعلم عنها شيئا بل يتستر على كثير منهم الأمر الذي جعل المواطن يترك مزرعته ويبحث عن عمل سواء في البيع والشراء كالبقالات أو العمل بالمحطات أو النقل وهذه أمور في محافظتنا مقتصرة على الوافدين ولا يمكن للمواطن الولوج إليها.
كنت اتمنى من كاتب المقال والذي ازجي كل شكري وتقديري له ان يكون قد اعطى تلك المراكز وقتا اطول وتلمس اوجه النقص التي عانى منها المواطن والوطن على امل ان يكون له عودة متكررة لنقل الصورة بشمول إلى المسؤولين الذين نثق ثقة كاملة بأنهم سيجدون الحلول والعلاج الشافي لتلك المشاكل كل واحد فيما يخصه ونحن في انتظار ذلك .. واكرر شكري للسالمي كونه تحمل مشقة وعناء السفر للاطلاع على الامور بنفسه ونقلها بكل صدق إلى القارىء ومن قبله المسؤول المخلص.
عامر بن محمد الكناني
مواطن من محافظة القنفذة/مركز كنانة |