زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي للولايات المتحدة تتم ويداه ما زالتا تقطران دماً بعد اغتياله الشيخ أحمد ياسين، وهذه هي الصورة الدائمة لشارون، فهو يبدو في كل الأوقات وكأنه خارج للتو من مذبحة..
ومهما كانت الهيئة التي عليها هذا الإرهابي العتيد فهو، في كل الأحوال الضيف المفضل لدى البيت الأبيض، وغالبا ما تسبقه كلمات الترحيب، بينما تحرص واشنطن على إغداق العطايا له، وهو يتوجه إليها، كيف لا، وهو يمثل الزراع القوية للوبي الصهيوني الدولي المتمركز تحديداً في نيويورك وواشنطن، وهو اللوبي الذي يتحكم في مفاصل القرار ويتيح للمرشح (المناسب) الوصول إلى البيت الأبيض.
زيارة شارون الحالية سبقها إعلان أمريكي بأن الولايات المتحدة لن تضغط على إسرائيل لكي تنسحب إلى خط الهدنة لعام 1949م (الخط الأخضر)، ويعني ذلك عدم مطالبة إسرائيل بالانسحاب من كل أراضي الضفة التي استولت عليها إسرائيل عام 1967م.
ولدى الفلسطينيين، أصلاً مخاوف من أن خطة شارون الأخيرة للانسحاب من غزة لا تخلو من أطماع في الضفة، أي أن تلك الخطة هي مجرد حيلة لضم كامل الكتلة الاستيطانية في الضفة..
هذه الهدنة (القيمة) تأتي عقب جريمة اغتيال الشيخ ياسين، وتبدو كما لو أنها مكافأة، لكنها في الجانب الآخر تعتبر كارثة حقيقية تخل بكامل دور الوسيط الأمريكي، ولا تجعل ثمة شكا في هذا الانحياز الواضح من واشنطن لإسرائيل.
إن الرهان على دور واشنطن في العملية السلمية أمر لا يسنده الواقع ما دامت واشنطن تجيز لنفسها التنازل لإسرائيل عن حقوق الفلسطينيين المشروعة.
|