في عام 1373ه أديت الامتحان النهائي مع زملائي في مدرسة الدمام الابتدائية الأولى (ف6) وخرجنا فرحين مسرورين لأن الدراسة كانت متعبة جداً والمقررات أتعب، فما بالكم يا قوم لو قلت لكم إن مقرر الفقه علينا كان كتاب (كشف الشبهات) للشيخ محمد بن عبد الوهاب، وأنه وردنا سؤال في القواعد ما زلت أذكره بالنص التالي إن لم تخن الذاكرة (أعرب ما تحته خط):
ألا لا يجهلن أحد علينا
فنجهل فوق جهل الجاهلينا؟!
ماذا سيقول المنادون بتبسيط المناهج اليوم؟!
وعندما وصلت المنزل بعد أداء الامتحان، إذا بي أرى الوجوم والحزن والبكاء يعم الدار واستسلمت مع أهل الدار للبكاء والوجوم والحزن دون أن أعرف السبب، وقالت لي أختي الكبرى: لا أحد يخرج إلى الشارع فكان الخوف هو المسيطر.وأذكر في ذلك اليوم أننا لم نتغد ولم نتعش، اللهم إلا بضع تمرات من النوع المعد لإطعام بهيمة الأنعام، حيث استرقتها من (النفعية) دون أن يعلم أحد بذلك، وفي صباح اليوم التالي، ألححت على أختي أن تخبرني بالحدث فأعلمتني بأن الملك عبد العزيز قد مات، وكنا نظن أن موته يعني ضياع السفينة. إذا لم نرشد بعد ولم ندرك أن للأسد أشبالاً ستحمي عرينه (رحمه الله رحمة واسعة)، وقبل خروج النتائج بدأ العد التصاعدي لإدارك الأشياء ولاسيما من محدثكم صاحب اليوميات وفي الحلقة القادمة يأتي الجد..
(*)الرياض |