* الرياض - فهد الغريري:
شهد اليوم الأول من ندوة آفاق البحث العلمي والتطوير التكنولوجي المقامة في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض بداية الجلسات العلمية لمناقشة الأوراق المقدمة من قبل العلماء المشاركين في الندوة.بدأت الجلسات عند الساعة الثامنة صباحاً بجلسة عامة كان عنوانها (دور البحث العلمي والتطوير التكنولوجي في تحقيق التنمية الانسانية في العالم العربي) قدمها كل من د. نادر فرجاني ود. عماد مصطفى.ثم تعاقبت بعد ذلك الجلسات العلمية التي ناقشت موضوعات عدة مثل: الهجرة من البلدان العربية، المجتمع العلمي العربي، تغذية المعلومات والاتصالات، المواد الجديدة وغيرها من قضايا مهمة وحساسة نوقشت في أربع قاعات مختلفة وتزامنت معها الورش العلمية.وبعد فترة الراحة التي امتدت حتى الساعة السابعة عاد المشاركون لمواصلة الجلسات المسائية التي شهدت قضايا مهمة أيضاً مثل توطين وانتاج التكنولوجيا، والاتصالات والمعلومات كما شهدت بعض القاعات نقاشات حادة بين العلماء والحضور.وعلى هامش الجلسات خصص جانب من البهو للملصقات التي بلغت 48 ملصقاً كان من بينها قصاصات تغطية الندوة في جريدة (الجزيرة) الراعي الاعلامي لهذه التظاهرة.أعقب ذلك حفل العشاء وتبادل الأحاديث الجانبية حيث سيطرت النقاشات العلمية على الأجواء.الجدير بالذكر أن جلسات العمل شهدت حضوراً سعودياً مميزاً من خلال بعض أوراق العمل التي قدمها باحثون سعوديون مثل الدكاترة حسن أباعود وصالح العجلان وعبد العزيز العيسى.
د.الشملان: نحن مؤسسة تمويلية ونتلقى دعمنا من شركات الكويت ..نتعاون مع المدينة منذ 25 سنة
ومن جهته عبر الدكتور مدير عام مؤسسة الكويت للتقدم العلمي ووزير التربية والتعليم الكويتي السابق الدكتور علي الشملان عن سعادته بالمزيد من التعاون بين دول الخليج والعالم العربي في مجال البحث العلمي والتكنولوجي مؤكدا أن مثل هذه المناسبات لابد ان تخرج بنتائج مفيدة، وأضاف: المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا أقامت هذه الندوة مرتين قبل الآن وكانت نسبة المشاركات تصاعدية من الأول وحتى الثالث الآن في الرياض ومن علماء وكفاءات على مستوى العرب والعالم أجمع وبالتالي لابد ان ينتج عن هذا التعاون فائدة كبيرة للأمة العربية ولهذه السنة ميزة بمشاركة مدينة الملك عبد العزيز واستضافتها للندوة فهي مؤسسة عريقة ونحن في مؤسسة الكويت نفخر بأننا نتعاون مع المدينة منذ 25 سنة.
وتعريفاً بالمؤسسة التي يديرها قال: مؤسسة الكويت للتقدم العلمي هي مؤسسة تمويلية يرأسها سمو الأمير الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح ويهمنا أن نشجع الأبحاث المشتركة بين الباحثين في الكويت والخليج والعالم وسنوياً يقدم لنا عدد كبير من البحوث وقد مولنا منها منذ بداية المؤسسة قبل 28 سنة وحتى الآن مايقارب الخمسمائة بحث بمبلغ يتجاوز العشرين مليون دينار كويتي.وأشار إلى ان المؤسسة تعتمد في مواردها على الشركات المساهمة الكويتية وأضاف: تمنح الشركات خمسة بالمئة من أرباحها السنوية لوقفية المؤسسة بدون قيد أو شرط.
الجريسي: نحن في أمس الحاجة إلى هذا النوع من النشاطات والتعاون والغرفة التجارية مهتمة بالبحث العلمي
فيما أكد مدير الغرف التجارية والصناعية السعودية الشيخ عبد الرحمن الجريسي في افتتاح ندوة آفاق البحث العلمي والتطوير التكنولوجي على أهمية البحث العلمي والتعاون بين المؤسسات العربية في هذا المجال وأضاف: تجربة رائدة جدا في مجال البحث العلمي والتقني وخاصة كونها تمتد على مستوى العالم العربي ونحن في أمس الحاجة لهذا النوع من النشاط الذي يجب ان نشكر القائمين عليه ونحن متأكدون إن شاء الله انه سوف يكون له نتائج فعالة على مستوى العالم العربي.وعن اعتماد الغرف التجارية على البحث العلمي قال: ليس هناك أي شك ان الغرف التجارية مثل أي مؤسسة خدمية تقدم خدمة لرجال الأعمال وفي نفس الوقت للمجتمع وبالتالي فالغرفة التجارية تبحث عن أي عمل يعطي فائدة للمجتمع وهذا النوع من الأعمال بما فيه من توفير فرص للشباب وغيرهم من فئات المجتمع يحتاج إلى خطط مبنية على أسس علمية وهذا ما نسعى إليه من خلال المشاركة في مثل هذه الندوات ومحاولة الاستفادة مما يرد فيها من بحوث علمية.
د. النجار : استثمرنا بـ 200 ألف دولار فربحنا 3 ملايين ونصف!
لابد من تعريف المستثمرين بالربح المتوقع من البحوث العلمية
وعلى هامش ندوة آفاق البحث العلمي والتطوير التكنولوجي العربي الثالثة والمقامة في الرياض حالياً أجرينا هذا الحديث القصير مع الدكتور عبد الله بن عبد العزيز النجار مدير المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا المنظيمن للندوة بالتعاون مع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية حيث أقيمت الندوتان الأولى والثانية في الشارقة بتنظيم المؤسسة وتم الاتفاق في هذه السنة على التعاون بينها وبين المدينة وان تتم استضافة الندوة في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض فإلى التفاصيل..
الجزيرة: ماهي رسالة المؤسسة؟
النجار: في الحقيقة رسالة المؤسسة الرئيسية هي ان تضع العقل العربي في صالح الأمة العربية والمستثمر العربي فكل مانقوم به من الأعمال إنما نريد من خلالها ان نستفيد من هذه الطاقات العلمية المنتشرة على مستوى العالم العربي بحيث انها تأتي بعائد لامتنا وهذا الذي حصل من خلال الندوتين الأولى والثانية وأيضا من خلال برامج استثمارية، فإن لم نتمكن من اننا نجمع عناصر قوتنا وعلماءنا العرب المتميزين على مستوى العالم وإلا فما الداعي اننا ننتشر في كل مكان ونعمل بحوث وفي الأخير تنتهي هذه البحوث في المكتبات بدون ان يكون لها أي عائد.
الجزيرة: ذكرت في كلمتك أثناء الافتتاح ان هناك أربعاً وعشرين فكرة تم تسويقها استثمارياً أذكر لنا بعض هذه الأفكار.
النجار: لما بدأنا في خط الاستثمار في العلوم والتكنولوجيا صار لنا سنة الآن ومن خلال هذا العام أعلنا لجميع العلماء العرب انه أصبح لدينا مؤسسة لتطوير الأعمال بحيث ان هذه الادارة تكون مهمتها هي مساعدة العلماء على اعادة صياغة أفكارهم بحيث تكون على شكل دراسة جدوى اقتصادية لأن مثل ما تعرف المستثمر له اهتماماته المعينة كما هو العالم له اهتماماته واذا لم نستطع التقريب بين الاثنين فلن ننجح في وضع العلوم والتكنولوجيا في خدمة المجتمع ومن خلال هذه الفكرة جاءنا أكثر من أربع وأربعين فكرة علمية وأغلبها يراد لها ان يكون لها مردود اقتصادي ولكننا قمنا بدراستها ووضعنا أكبر المعايير العالمية وتوصلنا الى ان هناك أربعاً وعشرين جاهزة للاستثمار منها في مجال تحلية المياه ومنها في مجال الهواتف والواير لس ومنها في مجالات الصوتيات والحاسب الآلي ومنها في مجال البيوتكنولوجي ومجالات عديدة غيرها. وأحب ان أضيف انه في هذه الندوة سوف يكون هناك جلسة للاستثمار وهناك جلسة اضافية في مؤتمر آخر في بيروت بحيث اننا نجمع المستثمرين مع قصص النجاح.
الجزيرة: وماهي الآلية التي تتبعونها لجذب القطاع الخاص للمساهمة في هذا المجال؟
النجار: اذا لم ننجح في توظيف هذه الطاقات وهذه الموارد من خلال اقناع المستثمرين ان العلوم والتكنولوجيا سوف تنفعهم والا فاننا سنبقى فاشلين ومعزولين كعلماء في المختبرات نعمل ونجتهد ولكن بحثونا تنتهي على أوراق أو في خيالاتنا ومثل ماتعرف الاستثمار في العالم العربي مزحوم على الأراضي وعلى التجارة وعلى أمور معينة وبالتالي نحن نفتح للمستثمرين فرصاً جديدة للاستثمار بحيث تكون فرصة الربح عندهم تفوق المعدلات الطبيعية للعائد الاستثماري الطبيعي بأضعاف.
الجزيرة: هل هناك تصور معين عن التوصيات التي يمكن ان تخرجون بها؟
النجار: الحقيقة لا نريد ان نكاثر ولا نزايد في التوصيات لأن التوصيات ان زادت كورق لاتقرأ وإنما نخرج ببرامج محددة مثلما فعلنا في مؤتمرنا الماضي في الشارقة الذي كان من نتائجه اننا تبنينا مشروعاً واستثمرنا فيه فنتج عنه أربع براءات اختراع بالاضافة الى شركة اسسناها في كندا لبراءات الاختراع وأتينا بعملها هنا في دول الخليج وهذه الشركة عائدها الآن يفوق ثلاثة ملايين ونصف المليون دولار بينما كل الذي استثمرناه هو 200 ألف دولار فقط! وبالتالي فهذه أحد نتائج التعاون والتقارب المرجوة لانه لايوجد في هذا الزمان أحد يعرف كل شيء أو يملك كل شيء.
|