توزيع الأدوار بين واشنطن وتل أبيب يبدو جليا في هذه المرحلة؛ لفرض أجندتهما على العرب والمسلمين، ففي الوقت الذي يتم فيه تنفيذ الخطط الأمريكية في العراق يتم التنسيق الأمريكي - الإسرائيلي لتنفيذ الخطط الإسرائيلية في فلسطين؛ فقد نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية في عددها الصادر، صباح الأحد، تقريرًا جاء فيه أن الولايات المتحدة تدعم (خطة الانفصال) أحادية الجانب من قطاع غزة، وترى فيها خطوة أولى نحو تنفيذ خطة (خريطة الطريق)، وهذا ما سيقوله الرئيس الأمريكي، جورج بوش، لرئيس الحكومة الإسرائيلية، أرييل شارون، الذي سافر إلى واشنطن أمس.
وتفيد الصحيفة العبرية أن الرئيس الأمريكي ومساعديه يعكفون في هذه الأيام على كتابة الرسالة الداعمة التي سيتم تسليمها، على ما يبدو، لشارون خلال زيارته المرتقبة.
وحسب الصحيفة الإسرائيلية، سيعرب الرئيس بوش، من خلال هذه الرسالة عن عدم التزامه بانسحاب إسرائيل إلى حدود عام 1967، إضافة إلى أنه سيتم رسم الحدود النهائية بين الجانبين، الإسرائيلي والفلسطيني، من خلال مفاوضات بين الطرفين. ومن المتوقع أن تمنح هذه الرسالة دعمًا سياسيًا لشارون في الحلبة السياسية المحلية، خاصة في أوساط حزب الليكود الذي يتزعمه شارون نفسه، وستمكنه من تمرير خطته في الحكومة.
وستهبط طائرة شارون في واشنطن، صباح اليوم الثلاثاء، وسيلتقي مساءً بمستشارة الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي، كوندوليزا رايس، التي ستطرح الموقف الأمريكي. وسيصل شارون إلى البيت الأبيض، صباح يوم الأربعاء في تمام الساعة الحادية عشرة صباحًا - حسب توقيت واشنطن.
وتعلق جهات إسرائيلية آمالاً على أن الولايات المتحدة لن تدعم (خطة الانفصال) فقط، إنما ستدعم رفض حق العودة للاجئين الفلسطينيين، ومسار جدار الفصل العنصري، وضمّ كتل استيطانية كبرى داخل مسار الجدار. ومن شأن هذه التحضيرات أن تجعل اللقاء بين شارون وبوش وديًا أكثر. وجاء في تقرير الصحيفة العبرية (من غير المعروف، حتى الآن، فيما إذا كان شارون وبوش سيعقدان مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا كما كان مخططًا، وذلك بسبب الجدول الزمني المزدحم لبوش بسبب التورط الآخذ بالتفاقم في العراق..).
ومن المتوقع أن يلتقي شارون بنائب الرئيس الأمريكي ريتشارد تشيني، وبوزير الخارجية كولن باول. ثم يعود شارون إلى إسرائيل يوم الجمعة القادم بعد أن يكون قد أقنع بوش بإشعال كل المصابيح الخضراء؛ حتى ينفذ شارون كل خططه لاستباحة أرض العرب وإبادة أكبر عدد منهم؛ ليكمل ما قامت به القوات الأمريكية في العراق.
|