* الفلوجة - أحمد فدغم - أ ف ب:
تتجاور شواهد القبور على ارض ملعب الفلوجة الذي تحول الى مدفن يضم جنبا الى جنب (الشهداء) الذين قضوا اثناء القتال مع المارينز و(الخونة) الذين تمت تصفيتهم بسبب الاشتباه بتعاونهم مع الأمريكيين.
ولم يكن أحد يتخيل أن الملعب الذي تحيط به جدارن غبراء اللون سيتحول يوماً مقبرة لأكثر من 100 شخص من جميع الأعمار سقطوا في أقل من أسبوع خلال المواجهات التي قال مسؤول من الحزب الإسلامي إنها اسفرت عن مقتل حوالى 400 شخص وإصابة نحو ألف بجروح. وكتب على شاهد اسمنتي بخط سيئ بطلاء ازرق اللون (هنا يرقد طفل لم ير النور) في إشارة إلى قبر امرأة كانت في شهرها الثامن.
وقدم الرجل الذي رافق مصوراً وصحافياً من وكالة فرانس برس في المدينة التي تشهد هدوءاً مشوباً بالحذر بعد وقف النار نفسه باسم ابو اياد.
ولم يتوقف الرجل الأربعيني الموظف في مركز الهاتف في المدينة عن شتم الجنود الأمريكيين. وقال (انها مجزرة جماعية وهذا هو الدليل)، مشيراً بغضب الى قبور حفرت حديثاً كتب على شواهدها كلمة (خائن).
ويشير السكان بهذه الصفة إلى الأشخاص الذين يشتبه في تعاونهم مع الامريكيين. وفجأة، يعلو صراخ مزق الصمت السائد. فقد اكتشف شخص مكان دفن شقيقه محمد السعدون لدى تدقيقه في الشواهد واصيب بانهيار.
ولحق والد (الشهيد) بابنه محاولاً تعزيته بقوله إن (البكاء لا يفيد، فقد أصبح شقيقك في دنيا الحق).
ونظراً لاستحالة دفن موتاهم في المقابر الواقعة خارج المدينة بسبب العمليات العسكرية، اتجه السكان نحو الملعب الواقع في وسط الفلوجة.
وقال شخص قدم نفسه باسم ابو ربيع ان البعض اضطروا الى دفن موتاهم في الحديقة بانتظار دفنهم نهائياً. واضاف (هناك عشرات الجثث في الاحياء الشرقية ما زالت على الارض ولا احد يستطيع سحبها خوفاً من القناصة الامريكيين).
وتسود أجواء غير طبيعية مناطق المدينة حيث لم يدخل الامريكيون.
وكانت مفترقات الطرق الكبيرة فارغة. لكن مسلحين في الشوراع الجانبية كانوا يحاولون مشاغلة القناصة الامريكيين.
|