التعويل على انتصار المواقف الذي أحرزته المدن العراقية الباسلة، قد لا يجدي في زمن التفكير البعيد والنفس الطويل، والذي تركز عليه امريكا كثيرا.
هذا يكرس غياب التفكير العراقي بمختلف أطيافه في التعاطي مع الموقف زمنا واقتصادا وإدارته ببراعة وفق شرط العصر الذي يعطي الاقتصاد بعدا حرجا يقيم أو يزيل المدن والناس.
ليس السؤال في قضية مثيرة كالفلوجة مثلا مع أو ضد، لاننا كمسلمين مع بعض بالتأكيد، ولا مجال لهذه الاسئلة بيننا، السؤال الجوهري هو:
في الزمن او خارج الزمن؟ تفكر وفق شرط الحدث كما هو كائن ام كما ينبغي أن يكون؟ تتبع الخيار الأمثل أم تتبع الخيار الخطأ؟
هذه المفارقات تحيلنا إلى سؤال العقل والنتائج والمفاهيم قبل أن يضعنا سؤال (مع أو ضد) في فخ الانشطار والتشظي.
إدارة الممكن التي لعبها الملك عبدالعزيز باقتدار وسط خضم هائل من القوى العالمية كانت كفيلة بقيام دولة متقدمة لها مكانتها العالمية تجني ثمارها الأجيال تلو الأجيال، فيما كانت رؤى اخرى متزامنة مع سياسة الملك عبدالعزيز تريد أن تلعب اللعبة الانفعالية السريعة في زمن النفس الطويل.
النظرة البعيدة تفوقت وبقي الانفعال خارج المدد.
يؤسفنا أننا سننسى صمود الفلوجة عندما ينتهي المد العاطفي بانتهاء الحدث، مثلما نسينا قروزني وسراييفو، لينتقل التفكير المرحلي الى حدث عاطفي آخر يصعد من التجسيد الشعري ليغيب معه بعد التفكير والنظرة للأمام ونقد النتائج.
ولكننا (قوم تستعجلون!!).
| 
