من القواعد المعروفة الثابتة أن العضو العامل يأخذ حقه من الغذاء بالنسبة إلى كثرة مجهوده وقلته فتحريك عضو من الأعضاء يستدعي هجوم الدم إليه بكثرة وتغذيته وبالتالي يستدعي نموه وازدياد قوته وكبر حجمه وكذلك بقية الأعضاء الأقل عملاً والدليل على ذلك ساعد الحداد وأرجل لاعبي كرة القدم وراكبي الدراجات نراها مكتنزة العضلات والسبب في ذلك التمارين التي تجبرهم مهمتهم على القيام بها، كذلك العقل إذا أهمل ولم تقدَّم له التمارين الفكرية فإنه يتقلص وبالتالي يصبح خاملا ولا يستطيع تمييز المعلومات ومعرفتها ولذلك لا بد أن يغذى وغذاؤه القراءات الكثيرة والمثابرة على تمارينه في شتى العلوم والفنون لكي يستدعي الدماء إليه بغزارة وتتوسع العروق، ووفود الغذاء إليه وبذلك تنمو حجيرات الدماغ ويتسع سطحه ويزداد نشاطه فيتصف صاحبه بالذكاء. إن قلة القراءة وعدم الميول لها والانقطاع عنها يسبب نقصاً في المعلومات التي اقتبسها في السابق.
والآن خذ مثالاً على ذلك: طبيب تخرَّج من جامعة وقد امتلأ دماغه بشتى فروع العلم فإذا اعتمد على معلوماته ولم يوالِ البحث وتنمية عقله والتوسع في العلم فإن معلوماته تتقلص سنةً بعد أخرى حتى يعفي الزمن عليها.
محمد عبد العزيز عبد الكريم |