Monday 12th April,200411519العددالأثنين 22 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

إسرائيل تشن حملة عناقيد الغضب إسرائيل تشن حملة عناقيد الغضب

في مثل هذا اليوم 12 ابريل من عام 1996، قامت القوات الاسرائيلية بعدوان كبير على جنوب لبنان اطلقت عليه اسم (عناقيد الغضب). وعكس هذا العدوان ذروة المواجهات الميدانية بين جيش الاحتلال والمقاومة. وحين اتخذت الحكومة (الاسرائيلية) قراراها ببدء العدوان كان هاجسها الاول وقف حرب الاستنزاف التي يتعرض لها جيشها بأي ثمن، الا ان الاستهدافات الاجمالية من وراء هذه الحرب المحدودة ظلت في خطوطها الاستراتيجية على احوالها المعهودة وهي:
1-امن مستعمرات الشمال، وامن الجنود الاسرائيليين في المنطقة المحتلة.
2- وقف اعمال المقاومة اللبنانية بنزع سلاح حزب الله او على الاقل تحجيمه وتقييد نشاطه (من اجل ذلك، يتم الضغط على القيادتين اللبنانية والسورية من خلال اعمال التدمير والتهجير).
3- ارباك الوضع الداخلي في لبنان واضعاف سوريا ودفعها الى الانضمام الى العملية السلمية باقل ما يمكن من الشروط من خلال انهاء او اضعاف ورقة المقاومة وبحسب الصحافي الفرنسي باتريك سيل فإن اسرائيل كانت تهدف الى اضعاف سورية، في لبنان فتنضم بعد ذلك الى العملية السلمية.
4- الحد من تآكل هيبة الجيش الاسرائيلي واستعادة صورته المهيمنة في ساحة الصراع مع العرب.
5- رفع معنويات جيش لبنان الجنوبي وسائر حلفاء اسرائيل في المنطقة المحتلة الذين يعيشون حالة ارتباك وقلق وخوف على المصير.
بعد سبعة عشر يوما من الحرب العدوانية واسعة النطاق على لبنان في جنوبه وبقاعه الغربي وقع الاسرائيليون مجددا في دوائر الخيبة. فالاستهدافات السياسية الامنية لحرب عناقيد الغضب لم تغادر منطوقها النظري الذي دأبت عليه إستراتيجيات الاحتلال منذ اخر انسحاب لجيشها في العام 1985 بل ان النسبة الاعظم من هذه الاستهدافات لم تنجز مع وقف العمليات الحربية فجر السابع والعشرين من نيسان (ابريل) 1996 فور توقف عملية عناقيد الغضب اشتعل السجال على اشده داخل المعسكر السياسي الاسرائيلي. فالذي سرع في توقف النار هو المجزرة الرهيبة التي ارتكبها جيش الاحتلال في بلدة قانا وذهب ضحيتها اكثر من 109 من المواطنين اللبنانيين اطفالا ونساء وشيوخا فضلا عن عشرات الجرحى والمشوهين لحظة سقوط صاروخ استهدف احد عنابر الكتيبة الفيجية التابعة لقوات الامم المتحدة. وكان على حكومة شمعون بيرس وقيادة اركانه ان تتلقى غضب الرأي العام العالمي وادانته للمجزرة وان ترضخ بالتالي لجهود الامم المتحدة والمساعي الدولية في هذا السياق. وقد نجحت المبادرة الفرنسية في تثبيت الصياغة النهائية لتفاهم نيسان بعد جدال عسير مع الاميركيين والاسرائيليين، وفي دخول فرنسا كعضو في لجنة المراقبة ثم في التناوب على رئاستها مع الولايات المتحدة.
جاء تفاهم نيسان الذي اعلن بشكل مكتوب في السادس والعشرين منه ليلغي 'تفاهم تموز 1993 الشفهي ويحل محله. وبهذا المعنى وجدت اسرائيل نفسها توقع على هدنة امنية ذات دلالات سياسية من دون ان تكون مهيأة لها. صحيح ان اتفاق التفاهم قد سد ثغرة مهمة في جبهة الحكومة التي كان يرأسها الزعيم العمالي شمعون بيرس، لناحية وقف التورط المطرد في حرب غير مضمونة النتائج، يتعرض فيها المستوطنون في الجليل لحمم الكاتيوشا.. غير ان الصحيح ايضا ان عناقيد الغضب لم تلبث ان استولدت المزيد من اختلال العلاقة بين التيارات المؤثرة في القرار الاسرائيلي. ثم عادت لتطلق سجالا مزمنا حول جدوى البقاء في لبنان والاثمان المطلوبة سياسيا وامنيا في حال الاقدام على الانسحاب من طرف واحد.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved