عندما يعاني الطفل البالغ من العمر أربعة إلى ستة أسابيع من إقياء قذفي شديد فهناك احتمال كبير أن يكون الطفل مصاباً بتضيق البواب.
والبواب هو عبارة عن عضلة حلقية في مخرج المعدة، تنغلق على فترات منتظمة مما يمكِّن المعدة من إفراغ محتوياتها وينتقل الطعام إلى الأمعاء الدقيقة لامتصاصه، وعندما تتضخم هذه العضلة تصبح أكثر سماكة عن الحجم الطبيعي، وبالتالي لا نستطيع الارتخاء بطريقة طبيعية مما يعرف بتشنج البواب. وفي هذه الحالة فإن الطعام الذي يتناوله الطفل لا يستطيع المرور إلى الأمعاء الدقيقة وبالتالي يصاب الطفل بالإقياء بعد كل وجبة.
والإقياء يكون قذفياً شديد القوة (إقياء نافوري) وبالتالي فإن كل الطعام الذي يتناوله الطفل يخرج، وبعدها يشعر الطفل بالجوع ثانية، ويبكي ويصبح طالباً المزيد من الطعام والسبب الرئيسي لهذا المرض غير معروف حتى الآن.
وتبلغ نسبة الإصابة بهذا المرض من واحد ونصف إلى أربعة في الألف، وفي حالات كثيرة تكون هناك حالات مشابهة في نفس العائلة، ويكون الأولاد أكثر تعرضاً للإصابة من البنات.
ويتم تشخيص هذا المرض عن طريق أخذ القصة المرضية من الوالدين والفحص السريري الذي من خلاله قد نحس بوجود البواب كانتفاخ زيتوني الشكل في المنطقة اليمنى العلوية من البطن، وكذلك عن طريق الفحوصات المختلفة من الأشعة السينية والموجات فوق الصوتية للبطن أو عن طريق استخدام المناظير.
وعندما تفشل المعالجة الطبية المحافظة فلا بد من التدخل الجراحي لعلاج هذه الحالة وتتم المعالجة الجراحية تحت مخدر عام، حيث يتم عمل شق صغير في منطقة أعلى البطن من الجهة اليمنى ثم الوصول إلى البواب وعمل شق بسيط في العضلة السميكة المتشنجة بدون فتح الطبقة الداخلية المخاطية المبطنة لجدار المعدة.
وهذا التدخل الجراحي البسيط يشفي هذه الحالة، وبعد يوم أو يومين يستطيع الطفل أن يشرب ثانية بدون حدوث إقياء.
د. جان ديكرسميكر *
* استشاري الجراحة العامة بمستشفى الحمادي بالرياض
|