نبهت طبيبة أمراض نساء وولادة إلى مخاطر الإهمال في علاج داء الالتهاب الحوضي الذي يصيب النساء في سن النشاط التناسلي لما في ذلك من مضاعفات خطيرة تصل في كثير من الأحيان إلى الإصابة بالعقم أو الحمل خارج الرحم.
وتوضح د. ماجدة ملك استشارية النساء والولادة بمستشفى الحمادي بالرياض أن داء الالتهاب الحوضي هو غالباً مركب ناجم عن انتان يصيب الطرق التناسلية الأنثوية بدرجات متفاوتة بما فيها: التهاب البطانة الرحمية - التهاب الملحقات - الخراج البوتي المبيضي - والتهاب البريتوان وذلك نتيجة للصلة الوثيقة لهذه الأعضاء والعلاقة الوثيقة للتغذية الدموية واللمفاوية لكل الأعضاء الحوضية - ويميل هذا المرض في البداية للحدوث بهجمات حادة نوعاً ما يتبعها إما شفاء تام أو اختفاء تدريجي إلى حالات أكثر إزماناً تتصف بنكسات عديدة حادة أو تحت حادة.
وعادة يصيب هذا المرض النساء في سن النشاط التناسلي حوالي عمر الـ25 سنة، لكنه يمكن أن يصيب المرأة والفتاة في أي عمر.
تترافق مع داء الالتهاب الحوضي حالات أخرى منها: الحمل خارج الرحم، حيث تزداد نسبة حدوث الحمل خارج الرحم بنسبة 12 - 15% عند النساء اللواتي حدث لديهن هجمة من التهاب الحوض ، كذلك انسداد البوقين ، وما قد يرافقه من العقم بنسبة تتراوح من 12 - 50% وتزداد النسبة كلما تكررت نوبات التهاب الحوض، وأيضاً يعد الألم الحوضي المزمن من الحالات المرافقة للمرض بنسبة أعلى من 18% بعد نوبة واحدة من المرض.
وحول الأعراض التي تصاحب المرض تقول د0 ماجدة ملك أغلب السيدات اللواتي لديهن الالتهاب الحوضي PID يذكرن قصة آلام أسفل البطن في كلا الجانبين ووجود إفرازات مهبلية، وألم أسفل الظهر، ونزوف غير منتظمة من حين لآخر.
وتشير استشارية النساء والولادة الى أنه حسب درجة الالتهاب قد تكون الأعراض بسيطة وفي أحيان أخرى تكون شديدة وتشمل الحرارة والغثيان والإقياء والألم البطني الشديد، وغالباً ما تحدث الأعراض بعد الدورة الطمثية مباشرة خلال الـ10 أيام الأولى.
بالفحص السريري: يكون هناك مغص وألم في أسفل البطن.
وبالفحص النسائي: يلاحظ إفرازات مخاطية قيحية من عنق الرحم، وتكون حركة عنق الرحم والرحم مؤلمة بالفحص ومنطقة الملحقات مؤلمة ويوجد فيها مغص بالطرفين وقد يلاحظ في الحالات الشديدة كتلة في الملحقات تشير إلى خراج بوقي مبيضي وقد يكون مترافقاً بالتهاب البريتوان.
وتلفت د. ماجدة إلى صعوبة التشخيص السريري للمرض بسبب الأعراض غير النوعية له واختلاطها مع حالات أخرى، ولكن ما يدفع للشك بالتشخيص وجود الألم مع المغص عند جس أسفل البطن والألم في الملحقات وفي الحالات الأشد الترفه الحروري 38.8 درجة مئوية والإفرازات العنقية أو المهبلية غير الطبيعية وارتفاع سرعة التثفل وارتفاع C.Reactive protein ويثبت التشخيص بإيجابية اللطاخة والزرع ويفيد التصوير بالأمواج الصوتية في حال وجود كتلة في الملحقات.
وعن الأسباب التي تؤدي للإصابة بالمرض توضح استشارية النساء والولادة بمستشفى الحمادي بالرياض أنه تسبب هذا المرض مجموعة واسعة من العضويات وقد يشترك أكثر من سبب في حالة واحدة.
وأهم أنواع الانتان المسبب للمرض السيلاني: الناتج عن النيسريات البنية وهو الأشد تأثيراً من حيث الأذى للبوقين، والانتان القيحي: ويعود إلى الجراثيم السلبية الغرام أو الإيجابية الغرام والأكثر أهمية هو الجراثيم اللاهوائية وهنا أيضاً الانتان الكلاميدي وهو ناتج عن الانتان بالكلاميديا وهو الأكثر شيوعاً بين الأمراض المنتقلة بالجنس، كذلك الالتهاب بالميكوبلاسما وقد يترافق الالتهاب الحوضي مع وجود اللولب داخل الرحم، حيث إن اللولب يميل لإطالة فترة الانتان داخل الرحم وغالباً ما يكون في هذه الحالة متواضعا في جانب واحد وفي بعض الحالات قد يختلط تشخيص المرض مع الحمل خارج الرحم، أو التهاب الزائدة الدودية الحاد، أو الأندومتريوز، وانفتال كيسات المبيض، أو إنفتال المبيض، أو الالتهابات البولية الحادة.
لذلك يجب مراجعة الطبيب في كل حالة ألم بطني أو حوضي لإجراء التشخيص الدقيق وتلقي العلاج المناسب لأن الإنذار يكون جيداً كلما تم التشخيص والعلاج المبكر لتجنب أية مضاعفات لاحقة.
|