نوم الأطفال
د. محمد ميسرة ( * )

إن من نعمة الله سبحانه وتعالى على الخلق أنه قد خصص وقتا للراحة الذهنية وهي تتمثل في النوم الذي يأخذ وقتا وحصة معينة في المساء بالإضافة إلى أوقات إضافية أثناء النهار حسب حاجة الجسم وتعوده .
إن النوم من الأشياء التي مازالت تحتاج لدراسة وأبحاث متواصلة ومن المتعارف عليه أنه يوجد في مخ الإنسان مراكز للنوم وهي تسيطر على نشاطه الذهنى وتسمح له باسترداد قوته عن طريق تجديد وأيضاً التخلص من المواد الكيميائية التي نتجت عن سلسلة النشاط المتواصل للذهن وكذلك من العوامل (الداخلية والخارجية) التي تؤثر على عمل مراكز النوم مثل التغيرات النفسية والشد الذهني وتناول المنبهات.
وعند دراسة عملية النوم تجد أنها تمر بعدة مراحل تبدأ بالمرحلة الأولى وعندها يكون النوم خفيفاً وتزداد درجة عمق النوم حتى الوصول إلى المرحلة الرابعة حيث تكون مرحلة النوم العميق وأثناء النوم تكون هناك دورات متكررة تتعاقب فيها درجات عمق النوم المختلفة ولذلك تجد أن الإنسان يمر بمرحلة استيقاظ عدة مرات أثناء الليل وسرعان ما يواصل عملية النوم وقد لايتذكر هذه اللحظات عند الصباح.
وتقسم مراحل النوم أيضاً إلى مرحلة حركة العين السريعة ومرحلة حركة العين البطيئة وتحدث المرحلة الأولى أي مرحلة حركة العين السريعة أثناء بداية النوم أي أثناء بداية النوم الخفيف وفيها تحدث الأحلام وتكثر فيها حركة الجسم أيضاً أما عن مايحتاجه الإنسان من نوم يومياً فهذا يختلف مع مرحلة نمو الإنسان وليس فقط يختلف عدد ساعات النوم ولكن أيضاً تقسيم عدد ساعات النوم خلال 24 ساعة وفترة الإنتقال بين درجات عمق النوم المختلفة مثلاً الطفل حديث الولادة يحتاج إلى حوالي 16 ساعة وتكون هذه الساعات مقسمة بالتساوي بين فترة النهار والليل وعندما يكون عمر الطفل حوالي 16 أسبوعا تقل عدد ساعات النوم إلى حوالي 14 ساعة يومياً وغالباً مايكون القسط الأكبر من النوم أثناء الليل.
وبعمر حوالي 3 أشهر حوالي 70% من الأطفال يأخذون القسط الأكبر من النوم أثناء الليل ولكن هذا لايعني أنه ليس من الممكن أن يستيقظ الطفل أثناء النوم الليلي.
ومع تقدم عمر الطفل وحتى نهاية العام الأول نجد أنه تطول فترة النوم الليلي وتقصر فترة النوم النهارية وغالباً تكون مقسمة جزء منها في الفترة الصباحية والثانية أثناء فترة العصر أو بداية المساء.
غالباً مايكون النوم الليلي بدون متاعب أي فترات استيقاظ ولكن قد يحدث أنه بعض الأطفال يبدؤون في الاستيقاظ أكثر من مرةأثناء الليل بعد أن كانوا يستمتعون بنوم متواصل وهذا يعكس الاختلاف بين الأطفال ونمط نومهم أثناء الليل، وقد يكون الاستيقاظ لفترات متفاوتة أما عن نتائج عدم الانتظام في النوم فالذي يعاني هو الأم لأن الطفل سوف يأخذ مايحتاجه من نوم ولكن قد تكون الأم مرتبطة بعمل وبذلك تكون حالتها النفسية مضطربة وغير قادرة على التركيز.
أما عن تأثيره على الأطفال فقد يحدث تغيراً سلوكياً يظهر في عدم الشعور بالراحة والاضطراب وكذلك مظاهر جسمانية فيكون دائماً باهت اللون وهزيلا مع ظهور هالات داكنة اللون تحت العيون.
هنالك سؤال يطرح دائماً هو لماذا يبكي الطفل وماهو الحل؟ وقد تكون الإجابة صعبة في بعض الأحيان لأن الاسباب كثيرة وتحتاج إلى المزيد من المعلومات وإلى إجراء الفحوصات إذا احتاج الأمر.
- الشعور بالجوع والرغبة في الرضاعة.
- عدم الشعور بالراحة مثلاً إذا شعر الطفل بالحر الشديد أو البرودة وكذلك إذا كانت هناك رغبة في تغيير الحفاظة.
- التسنين وآلامه.
- أسباب مرضية مثل ارتفاع درجة الحرارة أو الآلام أو ضيق التنفس أو انسداد الأنف أو آلام في الأذن.
- حساسية الحليب والمواد الغذائية:
وهذا من أكثر الأسباب شيوعاً، فقد تحدث في الأطفال الذي يأخذون الحليب الصناعي وكذلك الأطفال الذين يعتمدون على حليب الأم وقد يكون السبب هو وجود حساسية من البروتين البقري الذي يؤخذ مباشرة من الحليب الصناعي أو بشكل غير مباشر عن طريق حليب الأم إذا كانت هي تتناول الحليب البقري وكذلك يحدث المغص بكثرة إذا أعطي الطعام مبكراً خلال الثلاثة شهور الأولى وهناك كثير من المواد الغذائية بالإضافة إلى الحليب (البقري أو الطبيعي) يسبب في حدوث الحساسية مثل البيض - البرتقال والشيكولاتة وكذلك الأطعمة التي تحتوي على ملونات أو مواد حافظة مثل الثارترازين.
- مظاهر جسدية مثل المغص والإسهال والصداع بالإضافة إلى حساسية الجلد والصدر.
- مظاهر نفسية : وهي حدوث اضطرابات نفسية ونشاط زائد وعدم الرغبة للنوم أما عن وجود الحل لهذه المشكلة فقد يكون السبب ظاهرا ويمكن تحديده وبذلك يمكن علاج البكاء أو عدم الإنتظام في النوم ولكن قد يتطلب العلاج مزيداً من الصبر حتى يتعود الطفل على النوم الهادئ.